(ش) الذى يصحب «لم» من الأفعال هو ما أوله همزة المتكلم أو إحدى أخواتها المجموعة فى «نأتى» ؛ نحو : «أفعل» و «نفعل» و «تفعل» و «يفعل»
ولا يغنى عن قولنا : ما أوله همزة المتكلم أو إحدى أخواتها أن يقال : ما أوله أحد حروف «نأتى» ؛ لأن أحد هذه الحروف قد يكون أول غير المضارع ؛ نحو : «أكرم» و «تعلّم» و «نرجس الدّواء» : إذا جعل فيه نرجسا ، و «يرنأ الشّيب» : إذا خضبه باليرناء ، وهو : الحناء.
فإذا قيل : ما أوله همزة المتكلم ، أو إحدى أخواتها ـ أمن ذلك.
وتمييز المضارع بـ «لم» مغن عن علاماته الأخر ، وإن تساوت فى الاختصاص به.
ومن علاماته ـ أيضا ـ دخول اللام أو «لا» الطلبيتين عليه ؛ نحو : «لتعن بحاجتى» ، و «لا تكسل».
ومن علاماته ـ أيضا ـ قبول ياء المخاطبة موصولة بنون الرفع ؛ نحو : «تفعلين».
وسمى مضارعا ؛ لأن المضارعة : المشابهة ، وقد شابه الاسم فى أشياء منها :
قبول اللام المؤكدة بعد «إنّ» ؛ نحو «إنّك لمحسن» و «إنّك لتحسن».
ومنها : الاختصاص بعد الإبهام ، فإنك إذا قلت : «يصلّى زيد» كان مبهما لاحتمال الحال ، والاستقبال.
فإذا قلت : «الآن» أو «غدا» ثبت الاختصاص ، وارتفع الإبهام ، فكان فى ذلك بمنزلة الاسم ، فإنه مبهم فى تنكيره ، مختص فى تعريفه.
وتمييز الفعل الموضوع للمضى بتاء الفاعل ، وتاء التأنيث الساكنة أولى من تمييزه : بأن يحسن معه «أمس» ؛ لأن من الموضوع للمضى ما لا يحسن معه «أمس» «عسى» و «إن فعلت فعلت».
وقد يعرض لغيره أن تحسن معه «أمس» نحو : «لم يفعل زيد» ، و «لو يفعل زيد فعلت».
ولحاق إحدى التاءين ليس كذلك ؛ فإنه لا يشارك الموضوع للمضى فيه غيره. ولا يمتنع منه فعل ماض إلا «أفعل» فى التعجب ، وفى فعليته خلاف.
والصحيح أنه فعل بدلالة اتصاله بنون الوقاية على سبيل اللزوم نحو : «ما أكرمنى» ؛ لأن لحاق هذه النون على سبيل الجواز يشترك فيه أسماء كـ «لدنى» و «لدنّى».