__________________
وصاحبها ملعونان وفيه تكلف لا يخفى.
والثاني : دخول اللام على خبر المبتدأ دون المؤكد بإنّ المكسورة ، لأن مثله لا يقع إلا ضرورة ، كقوله :
أمّ الحليس لعجوز شهربة |
|
ترضى من اللّحم بعظم الرّقبة |
وقد يجاب عنه بأنّ «لساحران» يجوز أن يكون خبر مبتدأ محذوف دخلت عليه هذه اللام تقديره لهما ساحران ، وقد فعل ذلك الزجاج كما سيأتى حكايته عنه.
الثانى : أنّ اسمها ضمير القصة وهو «ها» التى قبل «ذان» ، وليست بـ «ها» التى للتنبيه الداخلة على أسماء الإشارة ، والتقدير : إنها القصة ذان لساحران.
وقد ردوا هذا من وجهين :
أحدهما : من جهة الخط (وهو أنه) لو كان كذلك لكان ينبغى أن يكتب إنها ، فيصلوا الضمير بالحرف قبله كقوله تعالى : «فإنّها لا تعمى الأبصار) فكتبهم إياها مفصولة من «إنّ» متصلة باسم الإشارة يمنع كونها ضميرا وهو أوضح.
الثانى : أنه يؤدى إلى دخول لام الابتداء فى الخبر غير المنسوخ وقد يجاب عنه بما تقدم.
الثالث : أن اسمها ضمير الشأن محذوف والجملة من المبتدأ والخبر بعده فى محل رفع خبر لأن التقدير : إنه أى : الأمر والشأن. وقد ضعف هذا بوجهين :
أحدهما : حذف اسم «إنّ» وهو غير جائز إلا فى شعر بشرط أن لا تباشر «إنّ» فعلا ، كقوله :
إنّ من يدخل الكنيسة يوما |
|
يلق فيها جآذرا وظباءا |
والثانى : دخول اللام فى الخبر ، وقد أجاب الزجاج بأنها داخلة على مبتدأ محذوف تقديره : لهما ساحران ، وهذا قد استحسنه شيخه المبرد أعنى جوابه بذلك.
الرابع : أنّ «هذان» اسمها و «لساحران» خبرها.
وقد رد هذا بأنه كان ينبغى أن يكون «هذين» بالياء كقراءة أبى عمرو ، وقد أجيب عن ذلك بأنه على لغة بنى الحارث وبنى الصّخم وبنى العنبر وزبيد وعذرة وسراة وخثعم وكنانة ، وحكى هذه اللغة الأئمة الكبار كأبى الخطاب وأبى زيد الأنصارى (والكسائى).
قال أبو زيد : سمعت من العرب من يقلب كل ياء ينفتح ما قبلها ألفا ، يجعلون المثنى كالمقصور ، فيثبتون ألفا فى جميع أحواله ، ويقدرون إعرابه بالحركات ، وأنشدوا قوله :
فأطرق إطراق الشّجاع ولو يرى |
|
مساغا لناباه الشّجاع لصمّما |
أى لنابيه.
وقوله :
إنّ أباها وأبا أباها |
|
قد بلغا فى المجد غايتاها |
أى غايتيها.
قال الفراء : وحكى بعض بنى أسد قال : هذا خطّ يدا أخى أعرفه وقال قطرب : هؤلاء يقولون : رأيت رجلان ، واشتريت ثوبان قال : وقال رجل من بنى ضبة جاهلىّ : ـ