وكان لنا أبو حسن على |
|
أبا برّا ونحن له بنين (١) |
واطرد الجمع بالواو والنون فى المشبه بمن يعقل نحو قوله ـ تعالى ـ (رَأَيْتُهُمْ لِي ساجِدِينَ) [يوسف : ٤]
وقريب من هذا إلحاق ما يستعظمون بهذا ؛ كقول الشاعر : [من البسيط]
يلاعب الرّيح بالعصرين قسطله |
|
والوابلون وتهتان التّجاويد (٢) |
شبه المطر فى عموم نفعه بالرجل الجواد الكثير الإحسان ، وإن سمى بهذا الجمع على سبيل النقل ، أو على سبيل الارتجال ، ففيه أربعة أوجه :
أحدها : إجراؤه على ما كان له كقوله ـ تعالى ـ : (كَلَّا إِنَّ كِتابَ الْأَبْرارِ لَفِي عِلِّيِّينَ وَما أَدْراكَ ما عِلِّيُّونَ) [المطففين : ١٨ ـ ١٩]
والثانى : إجراؤه مجرى «غسلين» (٣) فى لزوم الياء ، وكون النون حرف إعراب.
والثالث : إجراؤه مجرى «عربون» (٤) فى لزوم الواو ، وكون النون حرف إعراب.
ولم يتأت فى النظم إلا ذكر «حين» و «دون» ؛ فاستغنيت بهما عن «غسلين» و «عربون».
والرابع : استصحاب الواو على كل حال مع كون النون مفتوحة غير ساقطة فى الإضافة ؛
ذكر هذا الوجه أبو سعيد السيرافي (٥) ، وزعم أنه ثابت فى كلام العرب وأشعارها
__________________
(١) البيت لأحد أولاد علىّ بن أبى طالب فى شرح التصريح ١ / ٧٧ ، والمقاصد النحويّة ١ / ١٥٦ ، ولسعيد بن قيس الهمدانى فى خزانة الأدب ٨ / ٧٥ ، ٧٦ ، ٧٨ ، وبلا نسبة فى أوضح المسالك ١ / ٥٥ ، وخزانة الأدب ٨ / ٦٠.
(٢) البيت لأبى صخر الهذلىّ فى تخليص الشواهد ص ٦٨ ، وشرح أشعار الهذليين ٢ / ٩٢٥ ، ولسان العرب (جود) ، والمقاصد النحوية ١ / ١٦٢.
(٣) الغسلين : ما يغسل من الثوب ونحوه ، وما يسيل من جلود أهل النار ، والشديد الحر ، وشجر فى النار. القاموس (غسل).
(٤) العربون ، والعربون : ما عقد به المبايعة من الثمن. القاموس (عرب).
(٥) هو الحسن بن عبد الله بن المرزبان القاضى ، أبو سعيد السيرافى النحوى ، أخذ النحو عن ابن السراج ، ومبرمان ، قال عنه أبو حيان التوحيدى : شيخ الشيوخ ، وإمام الأئمة ، له معرفة بالنحو والفقه واللغة والشعر والعروض والقوافى والقرآن والفرائض والحديث والكلام والحساب والهندسة. من مصنفاته : شرح كتاب سيبويه ، شرح الدّريدية ، ألفات القطع والوصل ، شواهد سيبويه ، الوقف والابتداء ، وغيرها. ينظر : بغية الوعاة (١ / ٥٠٧ ، ٥٠٨) ، نزهة الألبا (٣٧٩) ، الأعلام (٢ / ١٩٥).