فإن كان المؤنث فضلة كقولك : «إنّه زيد حبّ هند» ، أو كفضلة كقوله ـ تعالى ـ : (إِنَّهُ مَنْ يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِماً فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ) [طه : ٧٤] فالمسموع فيه التذكير ويجوز التأنيث] (١).
فصل فى الضمير المسمى فصلا
(ص)
وسمّ فصلا مضمرا طبقا تلا |
|
ذا خبر معرّف كـ (المجتلى) |
أوذى تنكّر منافر لأل |
|
ك (كنت أنت مثل زيد أو أجل |
فى سبقه حالا وأن يكتنفا |
|
باسمين منكورين خلف عرفا |
وماله محلّ إعراب لدى |
|
أئمة البصرة حيث وجدا |
وقد يرى مبتدأ وذا انتخب |
|
إن لمغايرة الثانى نسب |
ومبتدا يجعله بعض العرب |
|
إذ للّذى من بعده الرّفع انتسب |
(ش) من الضمائر الذى يسمى عند البصريين (٢) فصلا ، وعند
__________________
(١) ما بين المعكوفين سقط فى «أ».
(٢) هم علماء البصرة النحويون الذين ينسب إليهم المذهب البصرى فى اللغة ـ وقد كانوا أول من تكلم فى النحو كعلم وقاعدة ، كما كان مذهبهم أول المذاهب النحوية التى أسهمت فى بناء صرح النحو عاليا وشامخا.
وقد قيل عنهم إنهم قد سبقوا الكوفيين فى صناعة النحو بما يقرب من مائة عام كانت الكوفة خلالها منشغلة بعلم الحديث وتدوين الأخبار.
ولقد كان لموقع البصرة الجغرافى أثر كبير فى ارتياد العرب الأقحاح لها مما جعلهم يتخذون منها مستقرّا ومقاما ، وهذا ما أهل أهلها لتدوين النحو والاشتغال به ، يضاف إلى ذلك وجود سوق المربد فيها ، وهو سوق كان أهل البادية يفدون إليه ، ويزجون فيها بضائعهم من شعر وأدب وفصاحة.
وهذا ما جعل من البصريين علماء أفذاذا ، ومن المذهب البصرى مذهبا قويا.
ولقد شهر عن البصريين أنهم كانوا يحرصون على استقاء اللغة من منابعها ، وكانوا يتحرزون عن أخذها من الأعراب الذين وفدوا إلى الحاضرة اعتقادا منهم بأن اللحن قد سرى إلى ألسنتهم ولم يعودوا أهل ثقة مطلقة فى أخذ اللغة عنهم.
ولهذا كانوا هم أول من ابتدع الرحلة إلى الصحراء ومشافهة الأعراب فيها ، والإقامة بينهم سنين طويلة ، وكان ممن رحلوا مثل هذه الرحلات من رجال الطبقة الثالثة أمثال الخليل ويونس والأصمعى (انظر مادة مذهب).
وللبصريات طبقات سبع هى :
١ ـ الأولى ومن رجالها مضر بن عاصم وأبو داود عبد الرحمن بن هرمز ، وعنبسة الفيل ، وأبو الأسود الدؤلى.