الإسلام.
وإذا توفّي شخص وهو في براءة المسلمين بأن مات على معصية ، فإنّ هؤلاء العزّابة لايقومون بحقوقه ، لأنّ العاصي لاحقّ له على المؤمنين ، ولكنّهم يسمحون لمن شاء من غير أعضاء الحلقة أن يقوم بتلك الحقوق ، ذلك أنّ القيام باُمور الميّت فرض على الكفاية ، إذا قام به البعض أجزى عن الباقين.
شروط العضوية : يشترط في أعضاء العزّابة عدّة شروط ، منها :
١ ـ أن يكون حافظاً لكتاب الله.
٢ ـ أن يمرّ بمراحل الدراسة مرحلة مرحلة ، ويستوفي الدراسة فيها.
٣ ـ أن يكون محافظاً على الزّي الرسمي للطلبة عندما كان في الدراسة ، وللزّي الرسمي للعزّابة عندما يدخل الحلقة.
٤ ـ أن يكون أديباً كيّساً فطناً ، ذا لباقة ومهارة في تصريف الاُمور.
٥ ـ أن يكون محبّاً للدراسة راغباً فيها ، مواصلا للتعلّم والتعليم.
٦ ـ أن لاتكون له مشاغل دنيوية كثيرة تحمله على كثرة التردّد على الأسواق ، والاختلاط بالعامّة والسَوَقة ، اختلاطاً يزري بمقامه ، ويذهب بهيبته.
٧ ـ أن يغسل جسده بماء ويغسل قلبه بماء وسدر ، وهذه عبارة اصطلاحية ، يقصد منها أن يكون الإنسان نظيف اليد ، والبطن ، والعين من أموال الناس ، وأن يكون نظيف القلب من جميع أمراض القلوب ، أي أن يكون طاهر الباطن والظاهر.
وقد شرح أبو عمار عبد الكافي هذه العبارة ، بقوله : « أمّا الجسد فيغسله من الدنس في الناس ، وأمّا القلب فيغسله من الغش والتكّبر وما أشبه ذلك ممّا يوجب حبط العمل » والعبارة كماترى في غاية الدقّة ، وهي تحتمل أكثر ممّا أشرت إليه وأشار إليه العلاّمة أبو عمار فتأمّلها ، فكلّما تأمّلتها وجدت فيها