وَجُنُوبُهُمْ وظهُورُهُمْ هذا مَا كَنَزْتُمْ لأنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ ) (١).
وممّا نقمنا عليه أنّه كان يضمّ كلّ ضالّة إلى إبله ولايرّدها ولايعرّفها ، وكان يأخذ من الإبل والغنم ممّن وجد ما عنده من الناس وإن كانوا قد أسلموا عليها (٢) ، وكان لهم في حكم الله أنّ لهم ما أسلموا عليه. وقال الله : ( ولا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْياءَهُمْ وَلاتَعْثُوْا فِى الأرضِ مُفسدِينَ ) (٣). وقال : ( لاَ تَأْكُلُوا أَمْولَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْباطِلِ إلاّ أنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَراض مِنْكُمْ ولاتَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إنَّ الله كانَ بِكُمْ رَحِيماً * ومنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْواناً وظلْماً فَسَوْفَ نُصْلِيِه ناراً وكانَ ذَلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيراً ) (٤).
وممّا نقمنا عليه أنّه أخذ خمس الله لنفسه ويعطيها أقاربه ويجعل منهم عمّالا على أصحابه وكان ذلك تبديلا لفرائض الله ، وفرض الله الخمس لله ولرسوله : ( وَلِذِي القُرْبَى واليَتَامَى والمسَاكِينِ وابْنِ السَّبِيلِ إنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللهِ وما أنْزَلْنا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الفُرقَانِ يَوْمَ التَقَى الجَمْعَانِ واللهُ عَلَى كُلِّ شَيْء قَدِيرٌ ) (٥).
وممّا نقمنا عليه أنّه منع أهل البحرين وأهل عُمان أن يبيعوا شيئاً من طعامهم حتى يباع طعام الإمارة ، وكان ذلك تحريماً لما أحلّ الله : ( واحَلَّ اللهُ البَيْعَ وحرَّمَ الرِّبا ) (٦).
فلو أردنا أن نخبر بكثير من مظالم عثمان لم نحصها إلاّ ما شاء الله ، وكل ما عددت عليكم من عمل عثمان يُكفّر الرجل أن يعمل ببعض هذا.
__________________
١ ـ التوبة : ٣٤ ـ ٣٥.
٢ ـ أسلموا عليها : تصالحوا عليها.
٣ ـ هود : ٨٥.
٤ ـ النساء : ٢٩ ـ ٣٠.
٥ ـ الأنفال : ٤١.
٦ ـ البقرة : ٢٧٥.