شَهِيداً ). (١)
وقال : ( فَوَرَبِّ السَّماءِ والأرضِ إنَّهُ لَحَقٌ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ ) (٢).
فلمّا رأى المؤمنون الذي نزل به عثمان من معصية الله ، والمؤمنون شهداء الله ناظرون أعمال الناس ، وكذلك قال الله : ( اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُمْ ورسُولُهُ والمُؤْمِنُونَ وستُرَدُّونَ إلَى عالِمِ الغَيْبِ والشَّهادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُون ) (٣).
وترك خصومة الخصمين في الحق والباطل ودفع ما وعد الله من الفتن ، وقال الله : ( الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وهمْ لاَيُفْتَنُونَ * ولقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فلَيَعْلَمَنَّ اللهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وليَعْلَمَنَّ الكاذِبينَ ) (٤).
فعلم المؤمنون أنّ طاعة عثمان على ذلك طاعة إبليس ، فساروا إلى عثمان من أطراف الأرض ، واجتمعوا في ملأ من المهاجرين والأنصار وعامّة أزواج النبيـ عليه الصلاة والسلام ـ فأتوه فذكّروه الله وأخبروه الذي أتى من معاصي الله ، فزعم أنّه يعرف الذي يقولون ، وأنّه يتوب إلى الله منه ويراجع الحق فيقبلوا منه الذي اتّقاهم به من اعتراف الذنب والتوبة والرجوع إلى أمر الله ، فجامعوه وقبلوا منه ، وكان حقّاً على أهل الإسلام إذا اتّقوا بالحق أن يقبلوه ويجامعوه ما استقام على الحق. فلمّا تفرّق الناس على ما اتّقاهم به من الحق نكث عن الذي عاهدهم عليه وعاد فيما تاب منه ، فكتب في أدبارهم أن تقطع أيدهم وارجلهم من خلاف. فلمّا ظهر المؤمنون على كتابه ونكثه على العهد الذي عاهدهم عليه رجعوا فقتلوه بحكم الله ، وقال الله : ( وانْ نَكَثُوا أَيْمانَهُمْ
__________________
١ ـ النساء : ١٦٦.
٢ ـ الذاريات : ٢٣.
٣ ـ التوبة : ١٠٥.
٤ ـ العنكبوت : ١ ـ ٣.