ومنصوبا في قوله : «فإنّنا» ومرفوعا في قوله : «نلنا المنح» ، والمنح : جمع منحة ، وهي العطيّة (١).
ومثله قوله تعالى : (رَبَّنا إِنَّنا سَمِعْنا) [آل عمران : ١٩٣] فـ «نا» في (رَبَّنا) في محلّ جرّ بإضافة «ربّ» إليها ، وفي «إنّنا» (٢) في محلّ نصب بـ «إنّ» ، وفي (سَمِعْنا) في محلّ رفع على الفاعلية.
وفهم منه أنّ الياء من «سليه» (مرفوعة) (٣).
وما لم يذكر من الضمائر المتصلة خاص بالرفع ، لأنّه لمّا ذكر ما يشترك فيه الجرّ والنّصب / وهو ياء المتكلم والكاف والهاء ، وما يستعمل في الإعراب كلّه ، وهو «نا» ـ علم أنّ ما عدا القسمين خاص بالرفع وهو «ياء» المخاطبة ، و «تاء» الضمير ، متكلما كان أو مخاطبا ، و «واو» الضمير و «ألف» الاثنين ، و «نون» الإناث.
فمجموع الضمائر المتصلة تسعة ألفاظ.
واعترض أبو حيّان على النّاظم فقال : لا يختصّ ذلك بكلمة «نا» (٤) بل الياء وكلمة «هم» كذلك ، لأنّك تقول : «قومي ، وأكرمني ، وغلامي ، وهم فعلوا ، وإنّهم ، ولهم مال» (٥).
وردّه المتأخرون فقالوا : هذا غير سديد ، لأنّ ياء المخاطبة غير ياء المتكلّم (٦) ، ولأنّ المنفصل غير المتّصل.
ثمّ قال رحمهالله تعالى :
__________________
(١) ومنحه : أعطاه. انظر شرح المكودي : ١٠ / ٤٧ ، اللسان : ٦ / ٤٢٧٤ (منح).
(٢) في الأصل : اثنان. انظر التصريح على التوضيح : ١ / ٩٩.
(٣) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر شرح المكودي : ١ / ٤٧.
(٤) في الأصل : فا. انظر التصريح على التوضيح : ١ / ٩٩.
(٥) انظر التصريح على التوضيح : ١ / ٩٩ ، وانظر شرح دحلان : ٢٢. وفي حاشية يس (١ / ٩٩) : قال الدنوشري : أحسن من إشكال أبي حيان أن يقال : ياء المتكلم نفسها تصلح للمحال الثلاثة نحو «ضربي حسن ، وأكرمني ، وغلامي».
(٦) فياء المخاطبة غير ياء المتكلم بدليلين : أحدهما : أن ياء المخاطبة مختلف في اسميتها ، وياء المتكلم لم يختلف فيها ، والمختلف فيه غير المتفق عليه. والثاني : أن ياء المخاطبة موضوعة للمؤنث ، وياء المتكلم موضوعة للمذكر ، وما للمؤنث غير ما للمذكر.
انظر التصريح على التوضيح : ١ / ٩٩ ، شرح الأشموني : ١ / ١١١ ، شرح ابن عقيل : ١ / ٥٥ ، شرح دحلان : ٢٢.