وقوله : «في كنته الخلف انتمى» أي : انتسب ، ويعني به : خبر كان أو إحدى أخواتها إذا كان اسمها ضميرا متصلا أخصّ من خبرها ، نحو «الصّديق صرته ، وصاره زيد».
وقوله : «كذاك (١) خلتنيه» أي : مثل كنته في الخلف المذكور ، يعني : (فخلتنيه) (٢) وما أشبهه ، وهو كلّ ثاني ضميرين منصوبين بفعل ناسخ للإبتداء من باب ظنّ ، الأوّل منهما (٣) أخصّ نحو «أخي حسبتكه (٤) ، وحسبتك إيّاه».
وظاهر / قوله : «الخلف انتمى» أنّ الخلاف في هذين البيتين في جواز الاتّصال والانفصال ، وليس كذلك ، لأنّه لا خلاف في جواز الاتّصال والانفصال ، وإنّما المراد الخلف انتمى في الاختيار ، ويدلّ على أنّ مراده ما ذكر قوله :
... واتّصالا |
|
أختار ، غيري اختار الانفصالا |
وهو موافق في ذلك لابن الطراوة (٥) والرّمانيّ (٦)(٧) ، لأنّ ثاني الضميرين في
__________________
(١) في الأصل : كذلك. انظر شرح المكودي : ١ / ٥١.
(٢) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر شرح المكودي بحاشية الملوي : ١٨.
(٣) في الأصل : منها. انظر شرح المكودي : ١ / ٥١.
(٤) في الأصل : حسبتك. راجع المكودي : ١ / ٥١.
(٥) هو سليمان بن محمد بن عبد الله السبئي المالقي المعروف بابن الطراوة أبو الحسين (أو أبو الحسن) ، ويلقب بالأستاذ ، أحد شيوخ اللغة والنحو المبرزين بالأندلس ، سمع على الأعلم وابن السراج وغيرهما ، وكان من أبرز تلامذته أبو القاسم السهيلي ، توفي سنة ٥٢٨ ه عن نيف وتسعين سنة ، من آثاره : المقدمات إلى علم الكتاب ، شرح المشكلات على توالي الأبواب ، ترشيح المقتدي ، الإفصاح ببعض ما جاء من الخطأ في كتاب الإفصاح.
انظر ترجمته في بغية الوعاة : ١ / ٦٠٢ (تحقيق أبو الفضل إبراهيم) ، إنباه الرواة : ٤ / ١٠٧ ، إشارة التعيين (ورقة : ٢١ ـ مخطوط) ، المغرب في حلي المغرب : ٢ / ٢٠٨ ، طبقات ابن قاضي شهبه : ٢ / ٢٩٨ ، معجم المؤلفين : ٣ / ٢٣٢ ، أبو الحسين بن الطراوة وأثره في النحو للدكتور البنا : ١٩ ـ ٥٢.
(٦) هو علي بن عيسى بن علي بن عبد الله الرماني ، ويعرف بالإخشيدي وبالوراق ، واشتهر بالرماني ، أبو الحسن ، من كبار النحاة ، مفسر ، أصله من سامراء ، وولد في بغداد سنة ٢٩٦ ه (وقيل : ٢٧٦ ه) أخذ عن ابن السراج ، والزجاج وغيرهما ، وتوفي ببغداد سنة ٣٨٤ ه ، من آثاره الكثيرة : شرح أصول ابن السراج ، معاني الحروف ، الأسماء والصفات ، النكت في إعجاز القرآن ، وغيرها.
انظر ترجمته في بغية الوعاة : ٣٤٤ ، معجم الأدباء : ١٤ / ٧٣ ، إنباه الرواة : ٢ / ٢٩٤ ، البداية والنهاية : ١٠ / ٣١٤ ، لسان الميزان : ٤ / ٢٤٨ ، الأعلام : ٤ / ٣١٧ ، نزهة الألباء : ٣٨٩ ، معجم المؤلفين : ٧ / ١٦٢ ، النجوم الزاهرة : ٤ / ١٦٨ ، شذرات الذهب : ٣ / ١٠٩ ، مرآة الجنان : ٢ / ٤٢٠ ، مفتاح السعادة : ١ / ١٤٢ ، هدية العارفين : ١ / ٦٨٣.
(٧) وافق الناظم ابن الطراوة والرماني في اختيار الاتصال ، قال في شرح الكافية : «وعندي أن