إيّاكم» (١) ، فانفصال الضمير / في قوله : «ملّككم إيّاهم» جائز لتقديم الأخصّ ـ وهو ضمير المخاطب ـ على غير الأخصّ ـ وهو ضمير الغائب ـ ، وانفصال الضمير في «ملّكهم إيّاكم» واجب ، لتقديم غير الأخصّ.
ثمّ قال رحمهالله تعالى :
وفي اتّحاد الرّتبة الزم فصلا |
|
وقد يبيح الغيب فيه وصلا |
يعني : أنّ الضميرين إذا اتّحدا في الرتبة ، كأن يكونا لمتكلّم أو لمخاطب أو لغائب ـ لزم انفصال الثّاني نحو «ظننتني إيّاي ، وحسبتك إيّاك ، والدّرهم إن جاء زيد فأعطه إيّاه».
وقوله :
وقد يبيح الغيب فيه وصلا
يشير إلى أنّ الضميرين إذا اتّحدا (٢) في الغيبة قد يتّصل الثاني منهما لكن (٣) بشرط أن يختلفا اختلافا ما ، كأن يكون أحدهما مفردا والآخر مثنّى أو مجموعا ، أو يكون مذكرا والآخر مؤنّثا ، كقوله :
(٤) ـ لوجهك في الإحسان بسط وبهجة |
|
أنالهماه (٥) قفو أكرم والد |
__________________
(١) أورد الهيثمي في الزواجر (٤٨١) أنه صلىاللهعليهوسلم قال في المملوكين عند خروجه من الدنيا : «ولا تعذبوا خلق الله ، فإن الله ملككم إياهم ولو شاء لملكهم إياكم».
وانظر الكبائر للذهبي : ٢٤٤ ، إتحاف السادة المتقين للزبيدي : ٦ / ٣٢٣ وفيه : «ملكهم» بدل «لملكهم».
وانظر الحديث برواية المؤلف في شرح التسهيل لابن مالك : ١ / ١٦٩ ، التصريح على التوضيح : ١ / ١٠٧ ، شرح دحلان : ٢٤ ، شرح ابن الناظم : ٦٣. وبرواية «لملكهم» في شرح المرادي : ١ / ١٤٩ ، شرح المكودي : ١ / ٥١ ، شرح الأشموني : ١ / ١١٧ ، شواهد التوضيح لابن مالك : ٣٠.
(٢) في الأصل : اتحد. انظر شرح المكودي : ١ / ٥١.
(٣) في الأصل : لا أن. انظر شرح المكودي : ١ / ٥١.
١٤ ـ من الطويل ، ولم أعثر على قائله. قوله : «في الإحسان» أي : في وقت الإحسان. وبسط : أي : بشاشة ، أنالهما : من أنال ينيل إنالة : إذا بلغ ووصل. قفو : من قفوت أثره إذا تبعته ، وحاصل المعنى : وجهك مبتهج في وقت الإحسان إلى الناس ، وقد حصل لك ذلك من اتباع آثار آبائك وأسلافك الكرام. والشاهد فيه قوله : «أنالهماه» وكان القياس أن يقال : «أنالهما إياه» بالانفصال فجاء متصلا ، والذي سوغ ذلك اتحاد الضميرين في الغيبة ، وكون الأول منهما مثنى والثاني مفردا. وقيل : إن الاتصال هاهنا أحسن لأن العامل فعل وهو «نال» بخلاف ما