والأكثر «أنالهما إيّاه» بالانفصال.
واحترز بالغيبة من ضميري المتكلم ، وضميري المخاطب ، فإنّه لا يكاد يصحّ فيهما الاختلاف المذكور ، لاتحاد مدلولي الضميرين ، فلا يقال : «علمتناني ، ولا علمتنينا ، ولا ظننتكماك».
وظاهر كلام النّاظم عدم اشتراط الاختلاف (١) ، واعتذر عنه ولده في شرحه : بأنّ قوله : «وصلا» بالتنكير على معنى نوع من الوصل ، تعريض بأنّه / لا يستباح الاتّصال مع الاتحاد في الغيبة مطلقا ، بل بقيد ، وهو الاختلاف في اللّفظ (٢). وفيه بعد (٣).
واحترز بالاختلاف من أن لا يختلف لفظهما ، فإنّه حينئذ لا بدّ من الفصل نحو «مال زيد أعطيته إيّاه».
ثمّ قال رحمهالله تعالى :
وقبل يا النّفس مع الفعل التزم |
|
نون وقاية وليسي قد نظم |
قد تقدّم أنّ من جملة الضمائر ياء المتكلم ، وهي تتصل بالاسم والفعل
__________________
إذا كان العامل اسما فإن الانفصال فيه أحسن ، كما أن الفعل أحمل للوصل من الاسم.
انظر التصريح على التوضيح : ١ / ١٠٩ ، الشواهد الكبرى : ١ / ٣٤٢ ، شرح الأشموني : ١ / ١٢١ ، شرح المكودي : ١ / ٥٢ ، شرح المرادي : ١ / ١٥٠ ، شرح ابن الناظم : ٦٧ ، الهمع (رقم) : ١٦٤ ، الدرر اللوامع : ١ / ٥٢ ، أوضح المسالك : ٢٢ ، تذكرة النحاة : ٥٠ ، الجامع الصغير : ٢٠ ، شواهد التوضيح لابن مالك : ٢٩.
(٤) في الأصل : أنا لهما. انظر شرح المكودي : ١ / ٥٢.
(١) وقد اشترط الناظم ذلك في شواهد التوضيح (٢٩) حيث قال : «فلو اختلفا جاز الاتصال والانفصال ، كقول بعض العرب : «هم أحسن الناس وجوها وأنضرهموها» رواه الكسائي».
انتهى. وقال في شرح التسهيل (١ / ١٦٧) : «فإن غاير الأول لفظا جاز اتصاله على ضعف فمن ذلك ما روى الكسائي من قول بعض العرب : هم ...». وفي شرح ابن عقيل (١ / ٦٠) : «وإليه أشار بقوله في الكافية :
مع اختلاف ما ونحو ضمنت |
|
إيّاهم الأرض الضرورة اقتضت |
وربما أثبت هذا البيت في بعض نسخ الألفية وليس منها». وانظر هامش شرح الكافية لابن مالك : ١ / ٢٢٨ ـ ٢٢٩. فقد ورد هذا البيت رابع أبيات أربعة كتبت على هامش شرح الكافية لابن مالك.
(٢) انظر شرح ابن الناظم : ٦٧.
(٣) ووجه بعده : أن فيه مشقة وكلفة. قيل : والحق أنه لا بعد فيه ، لأن التنكير يؤدي به للتنويع ، نعم يبقى الإجمال بأن يقال : ما هذا النوع الذي أراد من الأنواع. انظر حاشية ابن حمدون : ١ / ٥٢.