١٨ ـ أنا ابن مزيقيا عمرو وجدّي |
|
... |
فقدّم اللقب وهو «مزيقيا» على الاسم ، وهو «عمرو» ، وعليه عمل الناس اليوم.
ومشى ابن هشام في التوضيح (٢) على أنّه لا ترتيب بين الكنية وغيرها من اسم أو لقب ، فيجوز تقديم الكنية على الاسم واللقب ، وتأخيرها عنهما ، لأنّ في نسخة أخرى من الخلاصة :
... |
|
وذا اجعل آخرا إذا اسما صحبا |
فالإشارة بـ «ذا» إلى اللقب ، وهي أصرح في المراد ، ولكن قال المراديّ : «وما سبق أولى ، لأنّ هذه النّسخة لا يفهم منها حكم اللّقب مع الكنية». انتهى (٣).
ولك أن تقول : أمّا كونها لا يفهم منه حكم اللّقب مع الكنية فمسلّم باعتبار المنطوق ، وغير مسلّم باعتبار المفهوم ، وأما كونها أولى فممنوع (٤) ، لأنّها تفهم غير الصّواب.
ثمّ قال رحمهالله تعالى (٥) / :
وإن يكونا مفردين فأضف |
|
حتما وإلّا أتبع الّذي ردف |
__________________
(١٨) ـ صدر بيت من الوافر لأوس بن الصامت ، وعجزه :
أبوه منذر ماء السّماء
وروي في الأسد والاستيعاب «عامر» بدل «منذر». مزيقيا : لقب عمرو ، وعمرو ـ بالجر ـ عطبف بيان على «مزيقيا» ، أو بدل منه ، وسبب جريان هذا اللقب على «عمرو» : أنه كان من ملوك اليمن ، وكان يلبس كل يوم حليتين ، فإذا أمسى مزقهما كراهية أن يلبسهما ثانيا ، أو أن يلبسهما غيره. و «منذر» : أحد أجداده لأمه وهو منذر بن امرئ القيس بن النعمان أحد ملوك الحيرة ، وماء السماء : لقب منذر ، واختلف في سبب جريانه عليه ، فقيل : لحسن وجهه ، وقيل : إن أمه كان يقال لها : «ماء السماء» لحسنها ، واشتهر المنذر بلقب أمه ، واسمها ماوية بنت عوف بن جشم بن الخزرج. والشاهد فيه واضح كما ذكره المؤلف.
انظر التصريح على التوضيح : ١ / ١٢١ ، الشواهد الكبرى : ١ / ٣٩١ ، شرح الأشموني : ١ / ١٣٨ ، ارتشاف الضرب : ١ / ٤٩٨ ، أوضح المسالك : ٢٥ ، الخزانة : ٤ / ٣٦٥ ، أسد الغابة : ١ / ١٧٧ ، الاستيعاب : ١ / ١١٨ ، السراج المنير للزبيدي (مخطوط) : ١٢٧.
(١) انظر أوضح المسالك : ٢٥ ، التصريح على التوضيح : ١ / ١٢١.
(٢) انظر شرح المرادي : ١ / ١٧١ ، التصريح على التوضيح : ١ / ١٢٢.
(٣) في الأصل : فمنوع. انظر التصريح على التوضيح : ١ / ١٢٢.
(٤) في الأصل : ثم قال رحمهالله تعالى. مكرر.