وقوله : «وإلا أتبع الذي ردف» يعني : وإن لم (١) يكونا مفردين أتبع الآخر الأوّل ، أي (٢) : اجعله تابعا له في الإعراب ، وتبعيّته له : إمّا على بدل الكلّ من الكلّ ، أو عطف بيان.
وشمل قوله : «وإلّا» ثلاث صور :
ـ أن يكونا مضافين ، نحو «هذا عبد الله أنف النّاقة».
ـ أو الأول مضافا ، والثّاني مفردا ، نحو «عبد الله كرز».
ـ أو الأول مفردا ، والثاني مضافا ، نحو «هذا زيد أنف الناقة».
والإتباع في جميع / ذلك واجب على المختار (٣).
ثمّ قال رحمهالله تعالى :
ومنه منقول كفضل وأسد |
|
وذو ارتجال كسعاد وأدد |
يعني : أنّ العلم ضربان : منقول ومرتجل.
فالمنقول : ما تقدّم (٤) له استعمال قبل العلمية.
ويكون منقولا من المصدر كـ «فضل» ، وهو في الأصل مصدر «فضل يفضل فضلا».
ومن اسم العين كـ «أسد» ، فإنه في الأصل اسم جنس للحيوان المفترس.
ومن الصّفة كـ «حسن» ، فإنه في الأصل صفة مشبّهة من «حسن يحسن».
ومن الفعل الماضي كـ «شمّر» لفرس (٥) ، أو المضارع كـ «يشكر» لرجل ،
__________________
(١) في الأصل : لا. انظر شرح المكودي : ١ / ٥٦.
(٢) في الأصل : ورأى. انظر شرح المكودي : ١ / ٥٦.
(٣) وقال الرضي : «وإن كانا مفردين أو أولهما جاز إضافة الاسم إلى اللقب ، والإتباع بيانا أو بدلا ، ولك القطع إلى الرفع بإضمار «هو» أو إلى النصب بإضمار «أعني». انتهى. ولم يذكر الناظم القطع بالاتباع هنا ولا في شرح الكافية ، وذكره في شرح التسهيل. انظر شرح الرضي : ٢ / ١٣٩ ، حاشية الصبان : ١ / ١٣٠ ، شرح المكودي : ١ / ٥٦ ، شرح الكافية لابن مالك : ١ / ٢٥٠ ، شرح التسهيل : ١ / ١٩٣ ، شرح ابن الناظم : ٧٤ ، شرح الأشموني : ١ / ١٣٠ ، شرح المرادي : ١ / ١٧٢ ، الهمع : ١ / ٢٤٧.
(٤) في الأصل : ما نقل. انظر شرح المكودي : ١ / ٥٧.
(٥) في الأصل : كفرس. انظر التصريح على التوضيح : ١ / ١١٥ ، وانظر اللسان : ٤ / ٢٣٢٣ (شمر) ، شرح الأشموني : ١ / ١٣١.