الباب السادس
الموصول
ثمّ قال رحمهالله تعالى :
الموصول (١).
موصول الاسماء الّذي الأنثى الّتي |
|
... |
هذا هو النّوع الرّابع من المعارف.
والموصول إمّا مفرد مذكّر أو مؤنّث ، أو مثنّى أو جمع كذلك ، وقد أشار إلى الأوّل والثّاني بقوله :
موصول الأسماء الّذي الأنثى الّتي
يعني : أنّ «الّتي» للمفرد المؤنّث ، وفهم منه أنّ «الذي» للمذكّر (٢).
__________________
(١) الموصول هو ما لا يكون جزءا تاما إلا بصلة وعائد ، ويكون اسما ويسمى الموصول الاسمي ، وحرفا ويسمى الموصول الحرفي. أما الموصول الاسمي فهو كل اسم افتقر إلى الوصل بجملة خبرية أو ظرف أو جار ومجرور تامين ، أو وصف صريح ، وإلى عائد أو خلفه ـ وهو الاسم الظاهر ـ. وأما الموصول الحرفي فهو كل حرف أمكن تأويله مع مدخوله بمصدر ، ويحتاج إلى صلة ، ولا يحتاج إلى عائد.
انظر تعريفات الجرجاني : ٢٣٧ ، التصريح على التوضيح : ١ / ١٣٠ ـ ١٣١ ، شرح الرضي : ٢ / ٣٥ ، شرح الكافية لابن مالك : ١ / ٢٥٢ ، شرح التسهيل : ٢٠٨ ، تاج علوم الأدب : ٢٠٨ ، معجم المصطلحات النحوية : ٢٤٣ ، معجم مصطلحات النحو : ٣٠٥.
(٢) ذهب البصريون إلى أن الأصل في «الذي» : الذي ، نحو «عمي وشجي» ، وذهب الكوفيون إلى أن الاسم فيه هو الذال وحدها ، وذلك لسقوط الياء في التثنية وفي الشعر ، ولو كانت أصلا لم تسقط ، واللام زيدت ليمكن النطق بالذال ساكنة. ورد بأنه ليس من الأسماء الظاهرة ما هو على حرف واحد. وقال الفراء : أصل «الذي» : «ذا» التي هي إشارة إلى ما بحضرتك ، ثم تقلب من الحضرة إلى الغيبة ، ودخلت عليها الألف واللام للتعريف ، وحطت ألفها إلى الياء ليفرق بين الإشارة إلى الحاضر والغائب. وقال السهيلي : أصل «الذي» : ذو بمعنى صاحب ، وقدر تقديرات حتى صارت «الذي» في غاية التعسف. وفي «الذي» ست لغات : إثبات يائه ، وحذفها مع إبقاء الكسرة ، وحذفها مع إسكان الذال ، وتشديدها مكسورة ومضمومة ، والسادسة : حذف الألف واللام ، وتخفيف الياء الساكنة ، وفي «التي» تلك اللغات الستة أيضا.