٢١ ـ أسرب القطا هل من يعير جناحه |
|
لعلّي إلى من قد هويت أطير |
فأوقع «من» على سرب القطا ، وهو غير عاقل.
و «ما» تقع على ما لا يعقل وحده نحو (ما عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ) [النحل :
٩٦] ، وقد تكون له مع العاقل نحو (سَبَّحَ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ) [الحشر : ١] ، فإنّه يشمل العاقل وغيره.
و «أل» تقع عليهما نحو (الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقاتِ) [الحديد : ١٨] ، ونحو (وَ)(٢) السَّقْفِ الْمَرْفُوعِ ، وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ [الطور : ٥ ـ ٦] ، وليست (٣)
__________________
طريقتهم ، فلم يمدح ولم يهج ، بل كان شعره كله غزلا وتشبيبا ، له أخبار كثيرة مع هارون الرشيد وغيره ، أصله من اليمامة ، ونشأ في بغداد ، وتوفي بها (وقيل : بالبصرة) سنة ١٩٢ ه ، له ديوان شعر.
انظر ترجمته في الأغاني : ٨ / ٣٥٢ ، معجم الأدباء : ١٢ / ٤٠ ، الأعلام : ٣ / ٢٥٩ ، معجم المؤلفين : ٥ / ٩٥.
٢١ ـ من الطويل في ديوان العباس (١٤٣) من قصيدة له ، وقبله :
بكيت إلى سرب القطا إذ مررن بي |
|
فقلت ومثلي بالبكاء جدير |
قال الخضري في حاشية (١ / ٧٣) : وهو مولد لا يحتج بشعره. وهو أيضا من قصيدة لمجنون بني عامر في ديوانه (١٣٧) ويروى : «من معير» بدل «من يعير». والشاهد فيه استعمال «من» الأولى في غير العاقل ، وهو جماعة القطا ، لأنه لما ناداها كما ينادى العاقل ، وطلب منها إعارة الجناح لأجل الطيران نحو محبوبته التي هو متشوق إليها وباك عليها ـ نزلها منزلته ، وهو قليل. وأما «من» الثانية فهي مستعملة في العاقل ، وهو كثير. ويروى : «هل ما يعير جناحه» وحينئذ فلا شاهد فيه.
انظر التصريح على التوضيح : ١ / ١٣٣ ، ١٣٤ ، الشواهد الكبرى : ١ / ٤٣١ ، شرح ابن الناظم : ٨٥ ، الهمع (رقم) : ٢٩٩ ، الدرر اللوامع : ١ / ٦٩ ، شرح الأشموني : ١ / ١٥١ ، شرح ابن عقيل : ١ / ٧٤ ، شواهد الجرجاوي : ٢١ ، البهجة المرضية : ٣٢ ، شرح الكافية لابن مالك : ١ / ٢٧٧ ، شرح التسهيل لابن مالك : ١ / ٢٤٣ ، الكوكب الدري للأسنوي : ١ / ١٢٨ ، المطالع السعيدة : ١٦٢ ، فتح رب البرية : ١ / ١٣٠.
(١) في الأصل : الواو. ساقط. انظر التصريح على التوضيح : ١ / ١٣٧.
(٢) أي : وليست «أل» الداخلة على أسماء الفاعلين والمفعولين ، قيل : والصفات المشبهة ، قال ابن هشام : وليس بشيء لأن الصفة المشبهة للثبوت ، فلا تؤول بالفعل ، ولهذا كانت الداخلة على اسم التفضيل ليست موصولة باتفاق. انظر التصريح على التوضيح : ١ / ١٣٧ ، مغني اللبيب : ٧١ ، الجنى الداني : ٢٠٢ ، جواهر الأدب : ٤٠٠ ، تاج علوم الأدب : ١ / ١٩٦.