موصولا / حرفيّا ، خلافا للمازنيّ (١) ـ في أحد قوليه ـ ومن وافقه (٢) ، ولا حرف تعريف خلافا للأخفش (٣). وقوله :
وهكذا ذو عند طيّئ شهر
يعني : أنّ «ذو» في لغة طيّئ تستعمل موصولة ، وهي أيضا مساوية لـ «الّذي ، والّتي» وتثنيتهما وجمعهما ، وإلى ذلك أشار بقوله : «وهكذا ذو» ، أي : هي مثل «من ، وما ، وأل» في مساواتها لما ذكر ، فتقول : جاءني ذو قام (وذو قامت) (٤) وذو قاما ، وذو قامتا ، وذو قاموا ، وذو قمن» ، لكن المشهور عنهم إفرادها وإن وقعت على مثنّى أو جمع ، وتذكيرها وإن وقعت على مؤنّث (٥).
__________________
(١) هو بكر بن محمد بن بقية (وقيل : بكر بن محمد بن حبيب بن بقية) ، أبو عثمان ، المازني ، من مازن شيبان ، أحد الأئمة في النحو ، أديب ، لغوي ، عروضي ، روى عن أبي عبيدة والأصمعي وغيرهما وأخذ عنه المبرد ، وهو من أهل البصرة ، وبها توفي سنة ٢٤٨ ه (وقيل : ٢٤٩ ، وقيل : ٢٣٦) ، من مؤلفاته علل النحو ، ما تلحن فيه العامة ، التصريف ، العروض ، وغيرها.
انظر ترجمته في بغية الوعاة : ٢٠٢ ، إنباه الرواة : ١ / ٢٤٦ ، معجم الأدباء : ٧ / ١٠٧ ، النجوم الزاهرة : ٢ / ٣٢٦ ، الأعلام : ٢ / ٦٩ ، مرآة الجنان : ٢ / ١٠٩ ، معجم المؤلفين : ٤ / ٧١ ، مفتاح السعادة : ١ / ١١٤.
(٢) حيث ذهبوا إلى أنها موصول حرفيّ. ويرده أنها لا تؤول بالمصدر ، وأن الضمير يعود عليها في نحو قولهم : «قد أفلح المتقي ربه» والضمير لا يعود إلا على الأسماء. وأجاب المازني عن الثاني : بأن الضمير يعود على موصوف محذوف. ورد بأن لحذف الموصوف مظان لا يحذف في غيرها إلا لضرورة ، وهذا ليس منها.
انظر التصريح على التوضيح : ١ / ١٣٧ ، شرح التسهيل : ١ / ٢١٩ ، شرح المرادي : ١ / ٢٢٥ ، شرح الأشموني : ١ / ١٥٦ ، مغني اللبيب : ٧١ ، التسهيل : ٣٤ ، شرح ابن يعيش : ٣ / ١٤٤ ، حاشية الصبان : ١ / ١٥٦ ، الهمع : ١ / ٢٩١ ، حاشية الخضري مع ابن عقيل : ١ / ٧٤ ، الجنى الداني : ٢٠٢ ، شرح ابن عصفور : ١ / ١٧٨ ، إرشاد الطالب النبيل (٧١ / ب).
(٣) حيث ذهب إلى أنها حرف تعريف ، وهو ثاني قولي المازني ، وحجتهما أن العامل يتخطاها نحو «جاء الضارب» كما يتخطاها مع الجامد ، نحو «جاء الرجل» ، وهي مع الجامد معرفة اتفاقا ، فتكون مع المشتق كذلك.
انظر التصريح على التوضيح : ١ / ١٣٧ ، شرح المرادي : ١ / ٢٢٥ ، شرح التسهيل : ١ / ٢٢٤ ، مغني اللبيب : ٧١ ، شرح الأشموني : ١ / ١٥٦ ، حاشية الصبان : ١ / ١٥٦ ، الجنى الداني : ٢٠٢ ، حاشية الخضري مع ابن عقيل : ١ / ٧٤ ، إرشاد الطالب النبيل (٧١ / ب).
(٤) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر شرح المكودي : ١ / ٦٤.
(٥) كقول سنان بن الفحل الطائي :
فإنّ الماء ماء أبي وجدّي |
|
وبئري ذو حفرت وذو طويت |
فأتى بـ «ذو» مفردة مذكرة مع أنها واقعة على البئر وهي مؤنثة. وقد تؤنث وتثنى وتجمع عند ـ