وهي مبنيّة على سكون الواو في الرّفع والنّصب والجرّ في اللغة الشّهيرة ، وقد تعرب بالحروف الثلاثة إعراب «ذو» بمعنى صاحب (١) ، وخصّ ابن الضّائع (٢) ذلك بحالة الجرّ (٣).
ثمّ قال رحمهالله :
وكالّتي أيضا لديهم ذات |
|
وموضع اللاتي أتى ذوات |
أي : من طيّئ من إذا أراد معنى «التي» قال : «ذات» ـ بالضّم ـ وإذا أراد معنى «اللاتي» قال : ذوات» ـ بالضّم أيضا ـ حكى ذلك عنهم ابن السّرّاج (٤)
__________________
بعض بني طيئ ، فتقول في المذكر : «ذو قام» وفي المؤنث : «ذات قامت» ، وفي مثنى المذكر : «ذوا قاما» ، وفي مثنى المؤنث : «ذواتا قاما» ، وفي جمع المذكر : «ذووا قاموا» وفي جمع المؤنث : «ذوات قمن». حكاه ابن السراج في الأصول عن جميع لغة طيئ على الإطلاق وسيأتي. ونازع ابن مالك في ثبوت ذلك المحكي على الإطلاق في شرح التسهيل : فقال : «وأطلق ابن عصفور القول بتثنيتها وجمعها وأظن أن حامله على ذلك قولهم : «ذات وذوات» بمعنى : «التي واللاتي» ، فأضربت عنه لذلك». انتهى.
انظر التصريح على التوضيح : ١ / ١٣٧ ، الأصول لابن السراج : ٢ / ٢٦٢ ـ ٢٦٣ ، المقرب لابن عصفور : ١ / ٥٧ ، شرح التسهيل : ١ / ٢٢٢ ـ ٢٢٣ ، شرح ابن يعيش : ٣ / ١٤٧ ، الهمع : ١ / ٢٨٩ ، شرح الرضي : ٢ / ٤١.
(١) وإليه ذهب ابن الدهان. انظر الهمع : ١ / ٢٨٩ ، التصريح على التوضيح : ١ / ١٣٧ ، شرح المرادي : ١ / ٢٢٩ ، شرح الرضي : ٢ / ٤٢ ، شرح الأشموني : ١ / ١٥٨ ، شرح الكافية لابن مالك : ١ / ٢٧٤ ـ ٢٧٥ ، تاج علوم الأدب : ١ / ١٩٧ ، شرح التسهيل لابن مالك : ١ / ٢٢٢.
(٢) هو علي بن محمد بن علي بن يوسف الأشبيلي المعروف بابن الضائع ، أبو الحسن ، عالم بالعربية من أهل إشبيلية ، عاش نحو سبعين سنة ، وتوفي في ربيع الآخر سنة ٦٨٠ ه ، من آثاره : شرح كتاب سيبويه ، شرح جمل الزجاجي ، الرد على ابن عصفور ، وغيرها.
انظر ترجمته في بغية الوعاة : ٣٥٤ ، كشف الظنون : ٦٠٤ ، ١٤٢٨ ، روضات الجنات : ٤٩٤ ، هدية العارفين : ٤ / ٦٧ ، الأعلام : ٤ / ٣٣٣ ، معجم المؤلفين : ٧ / ٢٢٤.
(٣) قال منظور بن سحيم الفقعسي :
فإمّا كرام موسرون لقيتهم |
|
فحسبي من ذي عندهم ما كفانيا |
فيمن رواه «ذي» بالياء.
انظر التصريح على التوضيح : ١ / ١٣٧ ، حاشية الصبان : ١ / ١٥٨ ، تخليص الشواهد وتخليص الفوائد لابن هشام : ١٤٤.
(٤) هو محمد بن السري بن سهل البغدادي المعروف بابن السراج ، أبو بكر ، أحد أئمة الأدب والعربية ، يقال : ما زال النحو مجنونا حتى عقله ابن السراج بأصوله ، صحب المبرد وقرأ عليه الكتاب ثم اشتغل بالموسيقى ، ثم رجع إلى الكتاب وأمعن النظر في مسائله ، توفي كهلا ، (وقيل : شابا) سنة ٣١٦ ه ، من تصانيفه : الأصول في النحو ، شرح الكتاب ، الخط والهجاء ، الشعر والشعراء ، وغيرها.