بمعنى : صاحبة وصاحبات ، حكى الأوّل أبو حيّان في الارتشاف (١) ، وحكى الثّاني أبو جعفر النّحّاس (٢).
وإذا أعربا نوّنا ، لعدم الإضافة ، فتقول : «جاءتني ذات قامت ، ورأيت ذاتا قامت ، ومررت بذات قامت» بالحركات الثّلاث مع التنوين ، وتقول : «جاءتني ذوات قمن ـ بالرّفع والتّنوين ـ ، ورأيت ذوات قمن ، ومررت بذوات قمن ـ بالكسر مع التّنوين جرّا ونصبا ـ».
ثمّ قال رحمهالله تعالى :
ومثل ما ذا بعد ما استفهام |
|
أو من إذا لم تلغ في الكلام |
يعني : أنّ «ذا» إذا وقعت بعد «ما» الاستفهاميّة ـ باتّفاق من البصريّين ـ أو «من» الاستفهاميّة أيضا ـ على الأصحّ عندهم (٣) ـ و (لم) (٤) تكن ملغاة ، فهي مثل «ما» الموصولة.
__________________
(١) قال أبو حيان في ارتشاف الضرب : (١ / ٥٢٧ ـ ٥٢٨) : «وعن بعضهم إعرابها إعراب «ذات» بمعنى صاحبة». وانظر التصريح على التوضيح : ١ / ١٣٨ ، حاشية الصبان : ١ / ١٥٨.
(٢) قال في التصريح (١ / ١٣٨) : «وحكى الثاني أبو جعفر بن النحاس الحلبي. ولعل فيه وهما لأن أبا جعفر بن النحاس ليس حلبيا ، وإنما هو مصري الولادة والوفاة ، كما ذكرت مصادر ترجمته. وقد تقدمت ص ١٨ ومن المرجح أن يكون الصواب ما ذكره صاحبا الارتشاف والهمع ، وابن عقيل ، من أن ذلك حكاه بهاء الدين بن النحاس الحلبي.
انظر ارتشاف الضرب : ١ / ٥٢٨ ، الهمع : ١ / ٢٨٧ ، شرح ابن عقيل : ١ / ٧٥ ، حاشية الصبان : ١ / ١٥٨.
(٣) وذلك لأن كلّا منهما للاستفهام ، وإليه ذهب أبو سعيد السيرافي ، وعليه ابن مالك. وأجاب المانع بالفرق : بأن «ما» تجانس «ذا» لما فيها من الإبهام ، بخلاف «من» فإنها لا إبهام فيها ، لاختصاصها بمن يعقل فلا مجانسة بينهما ، وإلى المنع ذهب أبو حيان في الارتشاف. قال الأزهري : وكلا التعليلين ضعيف : أما الأول ـ فلأن بقية أدوات الاستفهام كـ «ما» في الإبهام ، فلا خصوصية لإلحاق «من» دونها. وأما الثاني ـ فلأن «ما» مختصة بما لا يعقل ، كما أن «من» مختصة بمن يعقل ، إلا أن يقال : إن ما لا يعقل أوسع دائرة ممن يعقل.
والمرجع في ذلك إلى السماع ، وكلاهما مسموع ، فالأول كقول لبيد :
ألا تسألان المرء ما ذا يحاول |
|
أنحب فيقضى أم ضلال وباطل |
والثاني نحو :
ألا إنّ قلبي لدى الظّاعنين |
|
حزين فمن ذا يعزّي الحزينا |
انظر التصريح على التوضيح : ١ / ١٣٩ ، ارتشاف الضرب : ١ / ٥٢٨ ، شرح الأشموني : ١ / ١٥٩ ، شرح الرضي : ٢ / ٤٢ ، شرح المرادي : ١ / ٢٣١ ، الهمع : ٩١ / ٢٩٠ ، شرح التسهيل لابن مالك : ١ / ٢١٩ ، شرح الكافية لابن مالك : ١ / ٢٨٢.
(٤) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر شرح المكودي : ١ / ٦٥.