المشبّهة : على قول ابن مالك (١) ، فتقول : «جاءني القائم أبوه» ، أي : الّذي قام أبوه ، و «المضروب أبوه» ، أي : الّذي ضرب أبوه ، و «الحسن وجهه» ، أي : الّذي حسن وجهه ، ولكن صحّح في المغني أنّ «أل» الدّاخلة على الصفة المشبّهة حرف تعريف (٢).
واحترز بـ «الصّريحة» عن غيرها ، وهي الصّفات الّتي أجريت مجرى الأسماء نحو «أجرع ، وصاحب» (٣) ، فلا يوصل بها «أل». وقوله :
وكونها بمعرب الأفعال قل |
|
... |
يعني : أنّه جاءت صلة «أل» بمعرب الأفعال ، وهو الفعل المضارع قليلا ، ومنه قول الفرزدق :
(٤) ـ ما أنت بالحكم التّرضى حكومته |
|
... |
__________________
علوم الأدب : ١ / ٢٠١ ، الهمع : ١ / ٢٩٣ ، حاشية الصبان : ١ / ١٦٤ ، حاشية الخضري : ١ / ٧٧ ، شرح ابن عصفور : ١ / ١٧٩ ، شرح ابن يعيش : ٣ / ١٤٣ ، حاشية فتح الجليل : ٦٦.
(١) فإنه قال في التسهيل (٣٤) : «وتوصل بصفة محضة» ، وقال في شرحه عليه (١ / ٢٢٤) : «وعنيت بالصفة المحضة : أسماء الفاعلين ، وأسماء المفعولين ، والصفات المشبهة بأسماء الفاعلين». وقيل : لا توصل بها ، وبه جزم في البسيط ، وذلك لضعفها وقربها من الأسماء ، ورجحه ابن هشام في المغني.
انظر في ذلك التصريح على التوضيح : ١ / ١٤٢ ، الهمع : ١ / ٢٩٣ ، شرح المرادي : ١ / ٢٣٩ ، مغني اللبيب : ٧١ ، شرح الأشموني : ١ / ١٦٤ ، شرح الرضي : ٢ / ٣٨ ـ ٣٩ ، شرح ابن عقيل : ١ / ٧٧ ، شرح دحلان : ٣٤.
(٢) قال ابن هشام في المغني (٧١) : «أل» على ثلاثة أوجه : أحدها : أن تكون اسما موصولا بمعنى «الذي» وفروعه ، وهي الداخلة على أسماء الفاعلين والمفعولين ، قيل : والصفات المشبهة ، وليس بشيء لأن الصفة المشبهة للثبوت ، فلا تؤول بالفعل ، ولهذا كانت الداخلة على اسم التفضيل ليست موصولة باتفاق». وانظر التصريح على التوضيح : ١ / ١٤٢ ، حاشية الدسوقي على المغني : ١ / ٥١.
(٣) أما «أجرع» فهو مذكر «جرعاء» ، وهو في الأصل وصف لكل مكان مستو ثم غلب عليه الاسمية ، فصار مختصا بالأرض المستوية ذات الرمل التي لا تنبت شيئا. وأما «صاحب» فهو في الأصل وصف للفاعل ، ثم صار اسما لصاحب الملك.
انظر التصريح على التوضيح : ١ / ١٤٢ ، حاشية الصبان : ١ / ١٦٤ ، اللسان : ١ / ٦٠١ (جرع).
٢٤ ـ صدر بيت من البسيط للفرزدق (وليس في ديوانه) ، وعجزه :
ولا الأصيل ولا ذي الرّأي والجدل
وقد تقدم الكلام عليه مستوفى في صفحة (٥١) من هذا الكتاب. والشاهد في قوله «ترضى» حيث وقع صلة لـ «أل» مع كونه فعلا مضارعا ، وهذا عند الجمهور ضرورة ، لأن