أي : الّذي ترضى.
ثمّ قال رحمهالله تعالى :
أيّ كما وأعربت ما لم تضف |
|
وصدر وصلها ضمير انحذف |
وبعضهم أعرب مطلقا وفي |
|
... |
من الموصولات «أيّ» ـ بفتح الهمزة ، وتشديد الياء ـ خلافا لثعلب (١) ، وإنّما أخّرها عنها لما اختصّت به دون سائر الموصولات : من إعرابها في بعض المواضع ، ولزوم إضافتها لفظا أو معنى / ، وجواز حذف صدر صلتها.
فقوله : «أيّ كما» يعني : أنّ «أيّا» مثل «ما» فيما تقدّم (من) (٢) كونها تطلق على المفرد والمذكّر (٣) وفروعهما ، فتقول : «جاءني أيّهم قام ، وأيّهم قامت ، وأيّهم قاما ، وأيّهم قامتا ، وأيّهم قاموا ، وأيّهم قمن». وقوله :
... وأعربت ما لم تضف |
|
وصدر وصلها ضمير انحذف |
يشير إلى أنّ «أيّا» (٤) بالنّظر إلى التّصريح بالمضاف إليه وتقديره ، وإثبات صدر صلتها وحذفه على أربعة أقسام :
الأوّل : أن يصرّح بالمضاف ، ويثبت صدر صلتها ، نحو «جاءني أيّهم هو قائم».
الثّاني : أن يحذفا معا نحو «جاءني أيّ قائم».
__________________
الضرورة عندهم ما وقع في الشعر سواء كان للشاعر مندوحة عنه أم لا ، وعند ابن مالك قليل ، لأن الضرورة عنده ما ليس للشاعر مندوحة عنه ، والشاعر هنا متمكن من أن يقول : «المرضى» بصيغة اسم المفعول بدل «الترضى».
(١) فإنه أنكر كونها موصولا ، قال : ولا تكون إلا استفهاما أو جزاء ، وقد تلحق بها التاء في الأشهر إذا أريد بها المؤنث. وهو محجوج بثبوت ذلك في لسان العرب بنقل الثقات ، قال غسان :
إذا ما لقيت بني مالك |
|
فسلّم على أيّهم أفضل |
ف «أيّهم» مبنية على الضمّ ، وغير الموصولة لا تبنى ، ولا يصلح هنا.
انظر التصريح على التوضيح : ١ / ١٣٥ ، شرح المرادي : ١ / ٢٤٢ ، الهمع : ١ / ٢٩٢ ، إرشاد الطالب النبيل (٧٦ / أ) ، مغني اللبيب : ١٠٩ ، شرح الأشموني : ١ / ١٦٥ ، ارتشاف الضرب : ١ / ٥٣٠ ، موصل الطلاب للشيخ خالد : ٩٥ ، حاشية الصبان : ١ / ١٦٥.
(٢) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر شرح المكودي : ١ / ٦٧.
(٣) في الأصل : والمذكور.
(٤) في الأصل : أي.