الثّالث : أن يثبت صدر صلتها ، ولا يصرّح بالمضاف نحو «جاءني أيّ هو قائم».
فـ «أيّ» في هذه الصّور الثّلاث معربة ، وهي المشار إليها بقوله : «وأعربت».
الرّابع : أن يصرّح بالمضاف إليه ، ويحذف صدر صلتها ، ومنه قوله عزوجل : (ثُمَّ لَنَنْزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ) [مريم : ٦٩] ، وهي في هذه الصّورة مبنيّة ، وإلى ذلك أشار بقوله :
... ما لم تضف |
|
وصدر وصلها ضمير انحذف |
ولا تضاف إلّا إلى معرفة ـ كما مثّلنا ـ خلافا لابن عصفور ، وابن الضّائع ـ بالضّاد المعجمة ، والعين المهملة ـ ، فإنّهما أجازا إضافتها (١) ، إلى نكرة (٢) ، وجعلا منه : (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ) [الشّعراء : ٢٢٧] ، أي : سيعرف الّذين / ظلموا المنقلب (الّذي ينقلبونه) (٣) ، ومذهب الجمهور أنّ «أيّا» (٤) هنا استفهاميّة منصوبة بـ (يَنْقَلِبُونَ)(٥).
وهذا التّفصيل في «أيّ» مذهب سيبويه (٦) ، وبعض العرب يعربها في جميع الصور الأربع المذكورة ، وإليه أشار بقوله : «وبعضهم أعرب مطلقا» ، وهو
__________________
(١) في الأصل : إضافتهما. انظر التصريح : ١ / ١٣٥.
(٢) نحو «يعجبني أي رجل عندك ، وأي رجلين ، وأي رجال ، وأي امرأة ، وأي امرأتين ، وأي نساء» ، وأجاز أبو حيان ذلك بقلة. والجمهور منعوا ذلك لأنها حينئذ نكرة ، والموصولات معارف ، ولذلك امتنع كونها موصولة في «أي منقلب».
انظر التصريح على التوضيح : ١ / ١٣٥ ، الهمع : ١ / ٢٩١ ، شرح الأشموني : ١٣٥ ، ارتشاف الضرب : ١ / ٥٣٠ ، إرشاد الطالب النبيل (٧٧ / أ).
(٣) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر التصريح : ١ / ١٣٥.
(٤) في الأصل : أي. انظر التصريح : ١ / ١٣٥.
(٥) على أنها مفعول مطلق ، و «يعلم» على بابه ، وهو معلق عن العمل فيما بعده لأجل الاستفهام بـ «أي» ، والتقدير : وسيعلم الذين ظلموا ينقلبون أي انقلاب ، انظر التصريح على التوضيح : ١ / ١٣٥.
(٦) انظر الكتاب : ١ / ٣٩٨ ، التصريح على التوضيح : ١ / ١٣٦ ، التبصرة والتذكرة : ١ / ٥٢٢ ، شرح الرضي : ٢ / ٥٧ ، المفصل : ١٤٩ ، الهمع : ١ / ٣١٣ ، شرح المرادي : ١ / ٢٤٣ ، مغني اللبيب : ١٠٧ ، نتائج الفكر : ١٩٨.