الباب الثامن
المبتدأ والخبر
ثمّ قال (١) رحمهالله تعالى :
المبتدأ والخبر
مبتدأ زيد وعاذر خبر |
|
إن قلت زيد عاذر من اعتذر |
المبتدأ هو الاسم ، صريحا أو مؤوّلا ، مجرّدا عن العوامل اللفظيّة غير المزيدة ، مخبرا عنه ، أو وصفا رافعا لمكتفى به (٢).
فالاسم الصريح نحو «الله ربّنا ، ومحمّد نبيّنا» ، والمؤوّل نحو (وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ) [البقرة : ١٨٤] ، أي : وصيامكم خير لكم.
وخرج بقولنا : «مجرّدا عن العوامل اللّفظيّة» اسم «كان» وأخواتها ، وما أشبهه ، ولمّا كان شاملا لما دخل عليه حرف زائد ، أخرجناه بقولنا / : «غير المزيدة» (٣) نحو (هَلْ مِنْ خالِقٍ غَيْرُ اللهِ) [فاطر : ٣] ، فـ «خالق» مبتدأ ، وإن كان مجرورا بـ «من» ، لأنّ وجود الحرف الزّائد كلا وجود.
وخرج بقولنا : «مخبرا عنه أو وصفا» نحو «نزال» من أسماء (٤) الأفعال ،
__________________
(١) في الأصل : ثم قال. مكرر.
(٢) وفي التعريفات : المبتدأ هو الاسم المجرد عن العوامل اللفظية مسندا إليه ، أو الصفة الواقعة بعد ألف الاستفهام أو حرف النفي رافعة لظاهر ، نحو «زيد قائم ، وأقائم الزيدان ، وما قائم الزيدان». وعرفه الناظم في الكافية بقوله :
المبتدا مرفوع معنى ذو خبر |
|
أو وصف استغنى بفاعل ظهر |
وفي شرح ابن عصفور : الابتداء هو جعل الاسم أول الكلام لفظا أو تقديرا ، معرى عن العوامل اللفظية لتخبر عنه.
انظر في ذلك شرح المكودي : ١ / ٧٤ ، التصريح على التوضيح : ١ / ١٥٤ ، شرح الرضي : ١ / ٨٥ ، شرح الأشموني : ١ / ١٨٨ ، التعريفات للجرجاني : ١٩٧ ، شرح المرادي : ١ / ٢٦٨ ، معجم مصطلحات النحو : ٥٤ ، شرح الكافية لابن مالك : ١ / ٣٣٠ ، الهمع : ٢ / ٥ ، حاشية الخضري : ١ / ٨٨ ، شرح ابن عصفور : ١ / ٣٤٠.
(٣) في الأصل : المزيد.
(٤) في الأصل : السما. انظر التصريح : ١ / ١٥٦.