واحترز بهذا القيد عن الأعداد المسرودة ، نحو «واحد ، اثنان ، ثلاثة» ، فإنّها وإن تجرّدت فلا إسناد معها ، فليست مبتدآت ، وإثبات الألف في «اثنان» من استعمال الشّيء في أول أحواله.
والرّافع للخبر هو المبتدأ عند سيبويه (١) ، وإليه ذهب النّاظم (٢) ، لا الابتداء كما قال ابن السّرّاج ، وصحّحه أبو البقاء (٣) ، ولا هما ، كما / ذهب إليه بعض
__________________
كما لا يستغني الفاعل عن خبره وهو الفعل. وقيل : إنّه ارتفع لتعريه من العوامل اللفظية.
انظر الكتاب : ١ / ٢٧٨ ، الإنصاف : ١ / ٤٤ ، شرح ابن عصفور : ١ / ٣٥٥ ، ٣٥٦ ، شرح الرضي : ١ / ٨٧ ، الهمع : ٢ / ٨ ، التصريح على التوضيح : ١ / ٥٨ ، شرح ابن عقيل : ١ / ٩١ ، شرح الأشموني : ١ / ١٩٣ ، الأصول لابن السراج : ١ / ٥٨ ، تاج علوم الأدب : ٢ / ٦٤١ ، شرح ابن يعيش : ١ / ٨٤.
(٧) في الأصل : الواو. ساقط. انظر التصريح : ١ / ١٥٨.
(٨) وفسره الجزولي بجعل الاسم في صدر الكلام لفظا أو تقديرا للإسناد إليه ، أو لإسناده حتى يسلم من الاعتراض بأن التجريد أمر عدمي فلا يؤثر. انظر شرح الرضي : ١ / ٨٧ ، الهمع : ٢ / ٩.
(١) وهو مذهب ابن جني والأخفش والرماني ، وذلك لأن أصل العمل للطالب ، والمبتدأ طالب للخبر ـ من حيث كونه محكوما به له ـ طلبا لازما ، كما أنّ فعل الشرط لما كان طالبا للجواب عمل فيه عند طائفة وإن كان الفعل لا يعمل في الفعل.
انظر الكتاب : ١ / ٢٧٨ ، التصريح على التوضيح : ١ / ١٥٨ ، الإنصاف : ١ / ٤٤ ، الهمع : ١ / ٨ ، تاج علوم الأدب : ٢ / ٦٤٢ ، شرح الكافية لابن مالك : ١ / ٣٣٤ ، شرح دحلان : ٤٠ ، شرح ابن يعيش : ١ / ٨٥ ، البهجة المرضية : ٤٠.
(٢) واختاره المرادي وابن عقيل. انظر شرح الكافية لابن مالك : ١ / ٣٣٤ ، شرح المرادي : ١ / ٢٧٣ ، شرح ابن عقيل : ١ / ٩١ ، ٩٢.
(٣) وهو مذهب الصيمري ، وبه قال الزمخشري والجزولي ، وحجة من قال به : أنّ الابتداء رفع المبتدأ ، فيجب أن يرفع الخبر ، لأنه مقتضي لهما ، فهو كالفعل لما عمل في الفاعل ـ عمل في المفعول.
انظر التصريح على التوضيح : ١ / ١٥٩ ، إرشاد الطالب النبيل (٨٨ / ب) ، شرح ابن عصفور : ١ / ٣٥٧ ، التبصرة والتذكرة : ١ / ١٠٠ ، شرح ابن عقيل : ١ / ٩١ ، الهمع : ٢ / ٨ ، الإنصاف : ١ / ٤٤ ، شرح الرضي : ١ / ٨٧ ، شرح دحلان : ٤٠ ، شرح الكافية لابن مالك : ١ / ٣٣٤ ، شرح ابن يعيش : ١ / ٨٥ ، البهجة المرضية : ٤٠.
وأبو البقاء هو عبد الله بن الحسين بن عبد الله بن الحسين العكبري البغدادي النحوي الضرير ، عالم بالنحو واللغة ، ولد سنة ٥٣٨ ه (وقيل : ٥٣٩ ه) ، وأخذ عن ابن الخشاب وغيره ، وتوفي سنة ٦١٦ ه ، من آثاره : إعراب القرآن (إملاء ما منّ به الرحمن) ، إعراب الحديث ، وغيرهما.
انظر ترجمته في بغية الوعاة : ٢٨١ ، الأعلام : ٤ / ٨٠ ، معجم المؤلفين : ٦ / ٤٦.