ثم قال رحمهالله :
والمفرد الجامد فارغ وإن |
|
يشتقّ فهو ذو ضمير مستكن |
قسّم الخبر المفرد إلى جامد ، وهو ما لم يشعر بمعنى الفعل الموافق له في المادّة بالنظر إلى القياس الاستعمالي ، كـ «زيد» فإنّه لا يدلّ على معنى «زاد زيادة» ، ومشتقّ ، وهو بخلافه ، كـ «قائم» فإنّه دالّ على معنى «قام».
ثمّ ذكر أنّ الجامد فارغ ، يعني : من الضّمير ، نحو «أنت زيد ، وهذا أسد» إلا إن أوّل الجامد بالمشتقّ فيتحمّل ضمير المبتدأ ، نحو «زيد / أسد» ، إذا أريد به : شجاع (١).
وذهب الكسائيّ من (الكوفيين) (٢) ، والرّمّانيّ من البصريين إلى أنّ الجامد يتحمّل ضمير المبتدأ مطلقا ، سواء أوّل بمشتق أم لا (٣).
وأنّ المشتقّ يتحمّل ضميرا مستكنّا ، أي : لا يظهر نحو «زيد قائم» ففي «قائم» ضمير مستكنّ ، تقديره : هو ، والمشتقّ هنا : هو اسم الفاعل ، واسم المفعول ، والصّفة المشبّهة ، وأمثلة المبالغة ، وأفعل (٤) التّفضيل.
__________________
الدين عالم بالعربية والشريعة وفنون الأدب ، ولد في الإسكندرية سنة ٧٦٣ ه ، واستوطن القاهرة ، ولازم ابن خلدون ، ثم تولى فيها قضاء المالكية ، ثم رحل إلى اليمن ومنها إلى الهند فمات في كلبرجا سنة ٨٢٧ ه من مؤلفاته شرح مغني اللبيب ، شرح التسهيل ، جواهر البحور في العروض ، وغيرها.
انظر ترجمته في بغية الوعاة : ٢٧ ، الضوء اللامع : ٧ / ١٨٤ ، شذرات الذهب : ٧ / ١٨١ ، البدر الطالع : ٢ / ١٥٠ ، هدية العارفين : ٢ / ١٨٥ ، معجم المؤلفين : ٩ / ١١٥ ، الأعلام : ٦ / ٥٧.
(٧) انظر شرح المرادي : ١ / ٢٧٧ ، التصريح على التوضيح : ١ / ١٦٤.
(٨) كابن هشام في المغني : ٥٢٥.
(١) هذا مذهب البصريين. انظر الإنصاف : ١ / ٥٦ ، شرح الكافية لابن مالك : ١ / ٣٣٩ ، شرح ابن يعيش : ١ / ٨٨.
(٢) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر التصريح : ١ / ١٦٠.
(٣) وهو مذهب الكوفيين. ورد بأن الجامد لو تحمل ضميرا لجاز العطف عليه مؤكدا فيقال : «هذا أخوك هو وزيد» ، كما تقول : «زيد قائم هو وعمرو».
انظر التصريح على التوضيح : ١ / ١٦٠ ، شرح المرادي : ١ / ٢٧٧ ، شرح الرضي : ١ / ٩٧ ، شرح الكافية لابن مالك : ١ / ٣٣٩ ، الهمع : ٣ / ١٠ ، الإنصاف : ١ / ٥٦ ، شرح ابن عصفور : ١ / ٣٥٠ ، شرح ابن يعيش : ١ / ٨٨.
(٤) في الأصل : وأفعال. انظر شرح المكودي : ١ / ٧٩.