الباب التّاسع
كان وأخواتها
ثمّ قال :
كان وأخواتها
ترفع كان المبتدا اسما والخبر |
|
تنصبه ككان سيّدا عمر |
لمّا فرغ من المبتدأ والخبر شرع في نواسخ الابتداء ، وسمّيت : نواسخ الابتداء ، لأنّ الابتداء رفع المبتدأ ، فلمّا دخلت عليه النواسخ نسخت عمله ، وصار العمل لها.
وبدأ بـ «كان» وأخواتها (١) ، فذكر أنّها ترفع ما كان قبل دخولها مبتدأ على أنّه اسمها حقيقة ، وفاعلها مجازا ، لكن بشرط أن لا يلزم المبتدأ التّصدير ، ولا الحذف ، ولا عدم التّصرّف ، ولا الابتدائيّة بنفسه (٢) أو بغيره.
فالأوّل : كاسم الشّرط.
والثّاني : كالمخبر (٣) عنه بنعت مقطوع (٤).
والثّالث : نحو «طوبى للمؤمن» (٥).
والرّابع : نحو «أقلّ رجل يقول ذلك إلّا زيدا».
والخامس : كمصحوب «إذا» الفجائية.
وتنصب ما كان قبل دخولها خبرا على أنّه خبرها حقيقة ، ومفعولها مجازا ، وهذا مذهب البصريّين.
__________________
(١) وهي : ما وضع ليفيد تقرير الفاعل على صفة ، مثل «كان زيد قائما» فأفاد «كان» كون «زيد» على صفة القيام. انظر شرح الرضي : ٢ / ٢٩٠ ، شرح الفريد : ٣٠٨ ، تاج علوم الأدب : ٣ / ٨٠٠ ، الفوائد الضيائية : ٢ / ٢٨٦.
(٢) في الأصل : بنفيه. انظر التصريح : ١ / ١٨٣.
(٣) في الأصل : المخبر. انظر التصريح : ١ / ١٨٤.
(٤) في الأصل : معطوف. انظر التصريح : ١ / ١٨٤.
(٥) هذا جزء من حديث أورده الدّيلمي في الفردوس بمأثور الخطاب (٢ / ٤٤٨) رقم (٣٩٣٥) ، وتمامه : «طوبى للمؤمن إذا أحسن قبل منه ، وإذا أساء غفر له».