وقد عرّف المصنف باسمه فقال : «قال محمّد» ثمّ نبّه على المعرفة الّتي بها يعرّفه الناس ، فقال : «هو ابن مالك».
واعلم أنّ المصنف هو محمد بن عبد الله (١) بن عبد الله بن عبد الله (٢) ابن مالك الطّائيّ النّسب (٣) ، الأندلسيّ الإقليم ، الجيّانيّ المنشأ ـ وجيّان مدينة من مدن الأندلس (٤) ، وبها كان مولده ، سنة ثمان وتسعين وخمسمائة (٥) ـ الدمشقيّ الدار ، بعد أن تنقل في بلادها ، وسكن بحلب ، وحماة ، ثمّ انتهى آخرا إلى صالحيّتها (٦) ، وبها كانت وفاته لاثنتي عشرة (٧) ليلة خلت من شعبان سنة
__________________
(١) انظر ترجمته في بغية الوعاة : ٥٣ ، مفتاح السعادة لطاش كبري زاده : ١ / ١١٥ ، القلائد الجوهرية في تاريخ الصالحية لابن طولون : ٢ / ٥٣١ ـ ٥٣٤ ، شذرات الذهب : ٥ / ٣٣٩ ، مرآة الجنان : ٤ / ١٧٢ ، المختصر في أخبار البشر : ٨ ـ ٩ ، النجوم الزاهرة لابن تغري بردي : ٧ / ٢٤٤ ، معجم المؤلفين : ١٠ / ٢٣٤ ، الأعلام : ٦ / ٢٣٣ ، المكودي مع ابن حمدون : ١ / ٩ ، شرح الهواري (٢ / ب) ، البداية والنهاية : ١٣ / ٢٦٧ ، نفح الطيب للمقري : ٢ / ٢٢٢ ، طبقات الشافعية للسبكي : ٥ / ٢٨ ، إيضاح المكنون للبغدادي : ١ / ٢٦٠ ، ٢ / ٧٣ ، هداية السالك إلى ترجمة ابن مالك لابن طولون (مخطوط) ، تاريخ الأدب العربي لبروكلمان : ٥ / ٢٧٥.
(٢) انفرد ابن طولون من بين من ترجم له بذكر نسبه هكذا وقيل : إن «عبد الله» مذكور في نسبه مرتين متواليتين. وأكثر من ترجم له قال : «هو محمد بن عبد الله بن مالك» ، وفي تاريخ الأدب العربي لبروكلمان : «محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن مالك».
(٣) في الأصل : إلى. زيادة. انظر هداية السالك لابن طولون : ٢٦٩.
(٤) في الأصل : الأندلسي. انظر هداية السالك : ٢٦٩ ، وجيان : مدينة واسعة بالأندلس بينها وبين قرطبة سبعة عشر فرسخا ، وهي كورة كبيرة تجمع قرى وبلدانا كثيرة. انظر معجم البلدان للحموي : ٢ / ١٩٥ ، مراصد الاطلاع لصفي الدين البغدادي : ١ / ٣٦٤ ، تقويم البلدان : لأبي الفداء : ١٧٧.
(٥) انظر شرح الألفية للهواري (٢ / ب) ، طبقات القراء : ٢ / ١٨٠ (وفيه : وقيل : ٦٠٠) ، والمفهوم من كلام الأشموني (١ / ٨) ، والمكودي (١ / ٩ و١٠) في شرحيهما : أن ولادته كانت سنة ٥٩٧ ه حيث نصا على أن وفاته كانت سنة ٦٧٢ ه وهو ابن خمس وسبعين سنة ، وفي الأعلام (٦ / ٢٣٣) ، والبداية والنهاية (١٣ / ٢٦٧) أنها كانت سنة (٦٠٠ ه) ، وفي النجوم الزاهرة (٧ / ٢٤٣) أنها كانت سنة (٦٠١ ه) ، وفي شذرات الذهب (٥ / ٣٣٩) ، وبغية الوعاة (٥٣) ، ومعجم المؤلفين (١٠ / ٢٣٤) ، ونفح الطيب (٢ / ٢٢٢) أنها كانت سنة ٦٠٠ ه ـ أو سنة ٦٠١ ه ، وفي هداية السالك (٢٦٩). قال ابن طولون : «وميلاده : قال البرهان بن القيم والتقي الأسدي : سنة ستمائة أو إحدى وستمائة ، وقال الشمس الهواري : سنة ثمان وتسعين وخمسمائة ، وانظر القلائد الجوهرية : ٢ / ٥٣٢.
(٦) أي : صالحية دمشق ، وهي قرية كبيرة ذات أسواق وجامع في سفح جبل قاسيون من غوطة دمشق وفيها قبور جماعة من الصالحين ، وأكثر أهلها ناقلة من نواحي بيت المقدس على مذهب الإمام أحمد بن حنبل. انظر معجم البلدان : ٣ / ٣٩٠ ، مراصد الاطلاع : ٢ / ٨٣٠.
(٧) في الأصل لاثني عشر. انظر شرح الهواري : (٣ / أ).