الباب العاشر
أفعال المقاربة
ثمّ قال رحمهالله تعالى :
أفعال المقاربة
ككان كاد وعسى لكن ندر |
|
غير مضارع لهذين خبر |
أفعال هذا الباب على ثلاثة أقسام : قسم لمقاربة الفعل ، وقسم لرجائه ، وقسم للشّروع فيه ، وسمّيت كلّها : أفعال المقاربة تغليبا ، (وهذا) (١) مجاز مرسل (٢) من باب تسمية الكلّ باسم الجزء ، كتسميتهم الكلام : كلمة.
فالّذي لمقاربة الفعل : «كاد ، وكرب ، وأوشك».
والّذي للرّجاء : «عسى ، واخلولق ، وحرى».
والّذي للشّروع : «أنشأ ، وجعل ، وأخذ ، وطفق ، وعلق».
وقد أشار إلى القسم الأوّل والثّاني بقوله : «ككان كاد ، وعسى» يعني : أنّ «كاد ، وعسى» مثل «كان» في كونها ترفع الاسم ، وتنصب الخبر ، إلّا أنّ خبر «كاد ، وعسى» لا يكون في الغالب إلّا فعلا مضارعا ، وقد نبّه على ذلك بقوله :
... لكن ندر |
|
غير مضارع لهذين خبر |
وممّا جاء الخبر فيه غير مضارع على وجه النّدور قول تأبّط شرّا (٣) :
__________________
(١) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر التصريح : ١ / ٣٠٣.
(٢) المجاز : اسم لما أريد به غير ما وضع له لمناسبة بينهما ، كتسمية الشجاع أسدا ، وهو إمّا مرسل ، أو استعارة. والمرسل : هو تسمية الشيء بما نسب إليه ذاتيا أو عرضا ، كتسمية الكل باسم الجزء أو تسمية الجزء باسم الكل.
انظر تعريفات الجرجاني : ٢٠٢ ـ ٢٠٣ ، شرح عقود الجمان للسيوطي : ٢ / ٤٠ ، ٤٣ ، المعجم الأدبي لجبور : ٢٣٧ ، علم أساليب البيان د. غازي : ٢٠٠.
(٣) هو ثابت بن جابر بن سفيان بن عدي الفهمي المعروف بتأبط شرا (وذلك أنّه أخذ سيفا أو سكينا وخرج ، فسئلت أمه عنه ، فقالت : تأبط شرا وخرج) أبو زهير ، شاعر عداء ، من فتاك العرب في الجاهلية ، وهو من أهل تهامة ، قتل في بلاد هذيل حوالي سنة ٨٠ ق. ه.
انظر ترجمته في كشف الظنون : ٧٨٠ ، المبهج : ١٧ ، شواهد المغني : ١ / ٥١ ، ٥٣ ، معجم المؤلفين : ٣ / ٩٩ ، المحبر : ١٩٦ ، الخزانة : ١ / ١٣٧.