وأشار بقوله : «في الأصحّ» لمخالفة مذهب سيبويه ، فإنّه (١) لم يذكر فيها غير التّجرّد من «أن» (٢) ، وهو مردود بالسّماع.
وقوله : «وترك أن مع ذي الشّروع ...» فذكر أنّ خبرها لا يقترن بـ «أن» لأنّها دالّة على الحال ، و «أن» للاستقبال ، فتنافيا.
ثمّ مثّل بخمسة أمثلة من أفعال (٣) الشّروع وهي بمعنى / واحد ، فقال :
كأنشأ السّائق يحدو وطفق |
|
كذا أخذت ، وجعلت ، وعلق |
فـ «أنشأ» فعل ماض دال على الإنشاء ، و «السّائق» اسمها ، وهو الذي يسوق الإبل ، أي : يقدمها (٤) ، و «يحدو» في موضع خبرها ، وقد تجرّد من «أن» ، و «طفق» وما بعدها معطوف على «أنشأ» ويقال لـ «طفق» : طفق ـ بفتح الفاء وكسرها ـ وطبق ـ بكسر الباء الموحّدة (٥) ـ.
وفهم من إتيانه بكاف التّشبيه مع «أنشأ» عدم الحصر ، فإنّه زاد في التّسهيل عليها «هبّ» و «قام» (٦).
ثمّ قال رحمهالله تعالى :
__________________
شواهد الفيومي : ٨٦ ، المقرب : ١ / ٩٩ ، شرح الأشموني : ١ / ٢٦٢ ، شرح ابن عقيل : ١ / ١٢٦ ، شواهد الجرجاوي : ٦٨ ، المكودي مع ابن حمدون : ١ / ١٠٠ ، شرح المرادي : ١ / ٣٢٩ ، شواهد العدوي : ٦٨ ، شرح ابن عصفور : ٢ / ١٧٧ ، أوضح المسالك : ٥٥ ، المطالع السعيدة : ٢١٧ ، فتح رب البرية : ١ / ٣٧٤.
(١) في الأصل : فإنّ. انظر شرح المكودي : ١ / ١٠٠.
(٢) قال سيبويه في الكتاب (١ / ٤٧٨) : «وأمّا «كاد» فإنّهم لا يذكرون فيها «أنّ» وكذلك «كرب يفعل» ومعناهما واحد ، يقولون : كرب يفعل ، وكاد يفعل». لكنه قال في (١ / ٤١٠) : «وكدت أن أفعل لا يجوز إلّا في الشعر».
وانظر شرح المكودي : ١ / ١٠٠ ، شرح المرادي : ١ / ٣٢٩ ـ ٣٣٠ ، التصريح على التوضيح : ١ / ٢٠٧ ، شرح ابن الناظم : ١٥٧ ، شرح الأشموني : ١ / ٢٦٢ ، وانظر شرح ابن عصفور : ٢ / ١٧٦.
(٣) في الأصل : فعال. انظر شرح المكودي : ١ / ١٠٠.
(٤) انظر اللسان : ٣ / ٢١٥٣ (سوق) ، شرح المكودي : ١ / ١٠٠.
(٥) انظر شرح المكودي : ١ / ١٠٠ ، إعراب الألفية : ٣٣ ، شرح الهواري : (٥١ / ب).
(٦) نحو «هب زيد يفعل» ، وقوله :
قامت تلوم وبعض اللّوم آونة
انظر التسهيل : ٥٩ ، شرح المكودي : ١ / ١٠٠ ، الهمع : ٢ / ١٣٤ ، شرح المرادي : ١ / ٣٣٠ ، شرح الأشموني : ١ / ٢٦٣.