ثمّ «إنّ» في ذلك على ثلاثة أقسام : قسم يجب (فيه) (١) كسرها (٢) ، وقسم يجوز فيه الفتح والكسر ، وقسم يجب فيه الفتح ، وسيذكر النّاظم القسمين الأوّلين ويبقى ما عداهما ، (وهو) (٣) القسم الثّالث.
ثمّ قال رحمهالله تعالى :
فاكسر في الابتدا وفي بدء صله |
|
وحيث إنّ ليمين مكمله |
أو حكيت بالقول أو حلّت محل |
|
حال كزرته وإنّي ذو أمل |
وكسروا من بعد فعل علّقا |
|
باللام كاعلم إنّه لذو تقى |
أشار بهذه الأبيات إلى الأماكن التي (٤) يجب فيها كسر «إنّ» ، وهي ستّة :
الأوّل : أن تقع في الابتداء حقيقة نحو (إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ) [الكوثر : ١] ، أو حكما نحو (أَلا إِنَّ أَوْلِياءَ اللهِ) [يونس : ٦٢] ، وهو المشار إليه بقوله : «فاكسر في الابتدا».
الثّاني : أن تقع في بدء الصّلة ، وهو المشار إليه بقوله : «وفي بدء صله» أي : في أوّل صلة الموصول ، نحو (وَآتَيْناهُ)(٥) مِنَ الْكُنُوزِ ما إِنَّ مَفاتِحَهُ [القصص : ٧٦].
واحترز (٦) ببدء الصّلة : من الواقعة (٧) في حشوها ، فإنّها يجب فتحها ، نحو «جاء الّذي عندي أنّه فاضل».
الثّالث : أن تقع / جوابا للقسم ، وهو المشار إليه بقوله :
وحيث إنّ ليمين مكمله
أي : وحيث تكون جوابا للقسم ، فإنّها حينئذ مكملة للقسم ، وشمل المقترن خبرها باللام نحو (وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ) [العصر : ١ ـ ٢] ، والمجرّد منها (نحو) (٨)(حم وَالْكِتابِ الْمُبِينِ إِنَّا أَنْزَلْناهُ) [الدخان : ١ ـ ٣].
__________________
(١) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر شرح المكودي : ١ / ١٠٣.
(٢) في الأصل : كسر. انظر شرح المكودي : ١ / ١٠٣.
(٣) ما بين القوسين ساقط من الأصل.
(٤) في الأصل : الذي.
(٥) في الأصل : الواو. ساقط. انظر شرح المكودي : ١ / ١٠٣.
(٦) في الأصل : واحتر. انظر شرح المكودي : ١ / ١٠٣.
(٧) في الأصل : من الوقعة. انظر شرح المكودي : ١ / ١٠٤.
(٨) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر شرح المكودي : ١ / ١٠٤.