وقوله :
والخبر اجعل جملة من بعد أن
يعني : أنّ خبر «أن» بعد ذلك الاسم المستكنّ لا يكون إلّا جملة / ، فشمل الجملة الاسميّة والفعليّة ، وفهم منه : أنّه لا يكون مفردا.
وقوله :
وإن يكن فعلا ... |
|
... إلى آخر المقالة |
يشير إلى أن الخبر الذي ذكر أنّه يكون جملة إذا كان مصدّرا بفعل غير دعاء متصرّف ، فالأحسن أن يفصل بينه وبين «أن» بـ «قد» ، أو بأداة نفي ، أو بالسّين (١) ، أو بسوف ، وإليها أشار بقوله : «أو تنفيس أو لو».
أما «قد» فيفصل بها بينها وبين الماضي ، كقوله تعالى : (وَنَعْلَمَ)(٢) أَنْ قَدْ صَدَقْتَنا (٣) [المائدة : ١١٣].
وأما النّفي فيكون بـ «لا» ، و «لن» ، ويفصل بهما بين «أن» والمضارع ، كقوله تعالى : (أَفَلا يَرَوْنَ أَلَّا)(٤) يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ [طه : ٨٩] ، (أيحسب الإنسان أن لن نجمع عظامه) [القيامة : ٣].
وأما السّين وسوف فيفصل بهما بينهما وبين المضارع ، كقوله تعالى : (عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضى) [المزمل : ٢٠] ، ومثله قولك : «علمت (أن) (٥) سوف يقدم زيد».
وأما «لو» فيفصل بها بين «أن» والماضي ، كقوله تعالى : (وَأَنْ لَوِ اسْتَقامُوا) [الجن : ١٦]. وقوله : «وقليل ذكر لو» أي (٦) : قليل من يذكرها من النّحويين ، لأنّ الفصل بها قليل.
وفهم من قوله : «فالأحسن» أنّه يجوز أن يأتي بغير فصل ، كقوله :
__________________
(١) السين عند البصريين أصل برأسه ، وذهب الكوفيون إلى أن أصلها «سوف» حذفت منها الواو والفاء تخفيفا لكثرة الاستعمال واختاره ابن مالك. انظر الإنصاف (مسألة ٩٢) : ٢ / ٦٤٦ ، الجنى الداني : ٥٩ ـ ٦٠ ، مغني اللبيب : ١٨٤.
(٢) في الأصل : وتعلم. انظر شرح المكودي : ١ / ١٩.
(٣) في الأصل : صدقنا. انظر شرح المكودي : ١ / ١٠٩.
(٤) في الأصل : أن. انظر شرح المكودي : ١ / ١٠٩.
(٥) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر شرح المكودي : ١ / ١١٠.
(٦) في الأصل : أ. انظر شرح المكودي : ١ / ١١٠.