الباب الثالث عشر
«ظن» وأخواتها
ثمّ قال رحمهالله تعالى :
ظنّ وأخواتها
انصب بفعل القلب جزأي ابتدا |
|
أعني رأى خال علمت وجدا |
ظنّ حسبت وزعمت مع عد |
|
حجا درى وجعل اللذ كاعتقد |
وهب تعلّم والّتي كصيّرا |
|
أيضا بها انصب مبتدأ وخبرا |
من نواسخ الابتداء : «ظنّ» وأخواتها ، فتدخل على المبتدأ والخبر ، فتنصبهما ـ بعد أخذها (١) الفاعل ـ على قول الجمهور (٢) مفعولين على التّشبيه بـ «أعطيت» ، وهي على قسمين : قلبيّة ، وتصييريّة.
وقد أشار إلى الأوّل بقوله :
انصب بفعل القلب جزأي ابتدا
«وجزأي الابتداء» هما المبتدأ والخبر ، وإنّما قيل لها : أفعال القلب ، لأنّ معانيها قائمة به ، وليس كلّ قلبيّ ينصب مفعولين ، بل القلبيّ ثلاثة أقسام :
ـ ما لا يتعدّى بنفسه ، نحو «فكّر في كذا ، وتفكّر فيه».
ـ وما يتعدّى لواحد بنفسه ، نحو «عرف زيد الحقّ» ، و «فهم المسألة».
ـ وما يتعدّى لاثنين بنفسه ، وإليه أشار النّاظم بقوله :
... |
|
أعني رأى خال علمت وجدا |
__________________
(١) في الأصل : أخذهما. انظر شرح المكودي : ١ / ١١٥.
(٢) وذهب الفراء إلى أنّ الثاني منصوب على التشبيه بالحال ، مستدلا بوقوعه جملة وظرفا وجارا ومجرورا. وعورض بوقوعه معرفة وضميرا وجامدا ، وبأنّه لا يتم الكلام بدونه. وأنكر السهيلي دخولها على المبتدأ والخبر أصلا قال : بل هي بمنزلة «أعطيت» في أنّها استعملت مع مفعولها ابتداء.
انظر التصريح على التوضيح : ١ / ٢٤٦ ـ ٢٤٧ ، الهمع : ٢ / ٢٢٢.