حسب ما سمح به الوزن ، ولهذه الأفعال معان أخر لم أنبّه عليها ، لأنّها ليست من هذا الباب.
ثمّ أشار إلى القسم الثّاني بقوله :
... والّتي كصيّرا |
|
أيضا بها انصب مبتدأ وخبرا |
يعني : انصب بالأفعال التي بمعنى «صيّر» المبتدأ والخبر ، كما تنصب بالقلبية ، وإنّما قيل لها : أفعال التّصيير ، لدلالتها على التّحوّل والانتقال من حالة إلى أخرى ، ولم يذكر ألفاظها كما ذكر القلبية ، وهي :
«جعل ، وردّ ، وترك ، واتّخذ ، (وتخذ) (١) ، وصيّر ، ووهب».
قال الله تعالى : (فَجَعَلْناهُ)(٢) هَباءً مَنْثُوراً [الفرقان : ٢٣] ، (لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمانِكُمْ كُفَّاراً) [البقرة : ١٠٩] ، (وَتَرَكْنا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي (بَعْضٍ)(٣) [الكهف : ٩٩] ، (وَاتَّخَذَ اللهُ إِبْراهِيمَ خَلِيلاً) [النّساء : ١٢٥] ، وقال أبو جندب (٤) :
(٥) ـ تخذت غراز إثرهم دليلا |
|
... |
__________________
(١) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر التصريح : ١ / ٢٥١.
(٢) في الأصل : فجعلنا. انظر التصريح : ١ / ٢٥٢.
(٣) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر التصريح : ١ / ٢٥٢.
(٤) في الأصل : أبو جندل. انظر ديوان الهذليين : ٣ / ٩٠. وهو أبو جندب بن مرة القردي الهذلي ، أحد عشرة إخوة بينهم أبو خراش الهذلي ، وهو معاصر لأبي مزاحم الثمالي ، كان أحد الفرسان الموهوبين والشعراء سليطي اللسان في الجاهلية وصدر الإسلام ، عرف عنه الإباء الشديد والوفاء.
انظر تاريخ التراث العربي لسزكين (المجلد الثاني ، الجزء الثاني) : ٢٥٩ ، معجم الشعراء في لسان العرب للأيوبي : ١٠٥ ، الخزانة : ١ / ٢٩٣ ، ديوان المعاني لأبي هلال العسكري : ١ / ٨٢ ـ ٨٣.
(٨٣) ـ من الوافر ، لأبي جندب (وفي التصريح : هو جندب) من قصيدة له في ديوان الهذليين (٣ / ٩٠) ، وعجزه :
وفرّوا في الحجاز ليعجزوني
وروي في اللسان (عجز) :
جعلت غران خلفهم دليلا |
|
وفاتوا في الحجاز ليعجزوني |
تخذت : بكسر الخاء وفتحها لغتان. غراز : اسم واد ، والمعنى : جعلت ذلك الوادي دليلا عليهم. قال العيني : «وقد فسره بعضهم بأنّه اسم رجل وهو خطأ ، وضبطه بعضهم بالنون في آخره ثم قال : وهو موضع بناحية عمان ، وهو أيضا ليس بصحيح». إثرهم : عقبهم. و «في»