وإلى ذلك أشار بقوله : «ولغير الماض من سواهما ـ يعني : هب ، وتعلّم ـ اجعل كلّ ما له زكن» ـ أي : علم ـ.
تقول في الإعمال للمضارع : «أظنّ زيدا قائما» وللأمر «ظنّ عمرا صالحا» / ، ولاسم الفاعل «أظانّ زيد عمرا منطلقا» ، ولاسم المفعول «أنت مظنون زيدا (١) جالسا» ، وللمصدر «أعجبني ظنّ زيد عمرا ذاهبا».
وأمّا أمثلة الإلغاء والتّعليق فستأتي.
ثمّ قال رحمهالله تعالى :
وجوّز الإلغاء لا في الإبتدا |
|
وانو ضمير الشان أو لام ابتدا |
في موهم إلغاء ما تقدّما |
|
... |
قد تقدّم أنّ الإلغاء إبطال العمل لفظا ومحلا ، لضعف العامل ، وضعفه إمّا بتوسّطه (٢) أو تأخّره.
وفهم من قوله : «لا في الابتدا» ثلاث صور :
ـ أن يتأخّر الفعل عنهما ، نحو «زيد قائم ظننت».
ـ أو يتوسّط بينهما ، نحو «زيد ظننت فاضل».
ـ أو يتقدّم على المفعولين ، ويتقدّم عليه غيره ، نحو «متى ظننت زيد قائم».
وفي جواز الإلغاء في هذه الصّورة الثّالثة خلاف ، وظاهر كلامه جوازه (٣) ، لأنّ الفعل ليس في الابتداء (٤).
__________________
(١) في الأصل : زيد.
(٢) في الأصل : بتوسط. انظر التصريح : ١ / ٢٥٣.
(٣) قال الناظم في شرح الكافية (٢ / ٥٥٦) : «فإن كان الفعل متقدما على جزأي الإسناد لم يجز الإلغاء إلّا إذا تقدم ما يتعلق بهما أو بالفعل الداخل عليهما نحو «في المسجد أظن زيد معتكف» ، و «أين خلت جعفر مقيم» ، و «للندى أرى الفتى مديم». انتهى. وقال في التسهيل (٧١) : «وتختص متصرفاتها بقبح الإلغاء في نحو «ظننت زيد قائم» ، وبضعفه في نحو «متى ظننت زيد قائم» ، و «زيد أظن أبوه قائم».
(٤) وقيل : يمتنع الإلغاء. وعلى رأي الجواز قال المرادي : «فهذه يجوز فيها الأمران ، والإعمال أرجح». وقال الأشموني : «والإعمال حينئذ أرجح ، وقيل : واجب».
انظر شرح المرادي : ١ / ٣٨٠ ، شرح الأشموني : ٢ / ٢٨ ، الهمع : ٢ / ٢٣٢.