(وَما جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْناكَ)(١) [الإسراء : ٦٠] ، قال (٢) ابن عبّاس (٣) : هي رؤياعين (٤).
واحترز بقوله : «طالب مفعولين» من «علم» العرفانيّة.
و «انم» بمعنى : انسب ، و «انتمى» بمعنى : انتسب.
و «رأى» الحلميّة لا يدخلها إلغاء ولا تعليق ، خلافا للشّاطبي (٥).
ثمّ قال رحمهالله تعالى :
ولا تجز هنا بلا دليل |
|
سقوط مفعولين أو مفعول |
يعني : أنّ المفعولين في هذا الباب لا يجوز حذفهما (٦) معا عند سيبويه (٧) وجماعة (٨) ، واختاره النّاظم (٩) ، ولا حذف أحدهما بالإجماع (١٠) ، من غير أن
__________________
(١) في الأصل : ريناك. انظر التصريح : ١ / ٢٥١.
(٢) في الأصل : وقال. انظر التصريح على التوضيح : ١ / ٢٥١.
(٣) هو عبد الله بن عباس بن عبد المطلب القرشي الهاشمي أبو العباس حبر الأمة الصحابي الجليل ، ولد بمكة سنة ٣ ق. ه ، ونشأ في عصر النبوة ، فلازم النبي صلىاللهعليهوسلم وروى عنه الأحاديث الصحيحة ، وشهد مع علي الجمل وصفين ، وكف بصره في آخر عمره ، فسكن الطائف وتوفي بها سنة ٦٨ ه ، له في الصحيحين وغيرهما ١٦٦٠ حديثا ، وأخباره كثيرة.
انظر ترجمته في الإصابة ترجمة رقم : ٤٧٧٢ ، صفة الصفوة : ١ / ٣١٤ ، حلية الأولياء : ١ / ٣١٤ ، المحبر : ٢٨٩ ، الأعلام : ٤ / ٩٥.
(٤) قال الخازن في تفسير قوله تعالى (٤ / ١٦٦) : (وَما جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْناكَ) «قال ابن عباس : هي رؤيا عين أريها النبي صلىاللهعليهوسلم ليلة المعراج وهي ليلة أسري به إلى بيت المقدس».
وانظر تفسير القرطبي : ١٠ / ٢٨٢ ، تفسير البغوي : ٣ / ١٢١ ، أوضح المسالك : ٧٤ ، التصريح على التوضيح : ١ / ٢٥١ ، إرشاد الطالب النبيل (١٥١ / ب) ، المشكاة الفتحية : ٢٦١.
(٥) انظر التصريح على التوضيح : ١ / ٢٥٠.
(٦) في الأصل : حذفها. انظر شرح المكودي : ١ / ١١٩.
(٧) انظر الكتاب : ١ / ١٨ ، ١٩ ، التصريح على التوضيح : ١ / ٢٥٩ ، شرح الكافية لابن مالك : ٢ / ٥٥٣.
(٨) وهم الأخفش والجرمي وابن خروف وابن طاهر والشلوبين والصيمري ، سواء في ذلك أفعال الظن والعلم ، وذلك لعدم الفائدة.
انظر التصريح على التوضيح : ١ / ٢٥٩ ، التبصرة والتذكرة للصيرمي : ١ / ١١٣ ، الهمع : ٢ / ٢٢٥ ، شرح ابن يعيش : ٧ / ٨٣ ، شرح المرادي : ١ / ٣٩١ ، شرح الرضي : ٢ / ٢٧٩ ، حاشية الصبان : ٢ / ٣٥ ، شرح ابن عصفور : ١ / ٣٠١.
(٩) انظر شرح الكافية لابن مالك : ٢ / ٥٥٢ ، التصريح على التوضيح : ١ / ٢٥٩ ، شرح ابن عقيل : ١ / ١٥٤ ، شرح المرادي : ١ / ٣٩١.
(١٠) انظر التصريح على التوضيح : ١ / ٢٦٠ ، شرح الأشموني : ٢ / ٣٤.