ثمّ قال رحمهالله تعالى :
وكأرى السّابق نبّا أخبرا |
|
حدّث أنبا وكذاك خبّرا |
ذكر أنّ أفعال هذا الباب سبعة ، والّذي أثبته سيبويه منها : «أعلم ، وأرى ، ونبّأ ـ بتشديد الموحّدة ـ» (١) وزاد أبو البقاء : «أنبأ» (٢) ، وألحق بهما السّيرافيّ : «حدّث ـ بتشديد الدّال ـ ، وأخبر ، وخبّر ـ بتشديد الموحّدة ـ» (٣) ، وقد تقدّم مثالا «أعلم وأرى».
ومثال «نبّأ» قول النّابغة :
٨٩ ـ نبّئت زرعة والسّفاهة كاسمها |
|
يهدي إليّ غرائب الأشعار |
__________________
(١) انظر الكتاب : ١ / ١٩ ، الهمع : ٢ / ٢٥١ ، شرح المكودي : ١ / ١٢٢ ، شرح ابن الناظم : ٢١٥ ، شرح المرادي : ١ / ٣٩٨ ، شرح الكافية لابن مالك : ٢ / ٥٧٠ ، شرح الفريد : ٣٠٦ ، التسهيل : ٧٤ ، شرح اللمحة لابن هشام : ٢ / ٨١ ، المطالع السعيدة : ٢٥٥ ، شرح الهواري (٦٥ / أ).
(٢) وفي شرح المكودي (١ / ١٢٢) : «وزاد أبو علي «أنبأ» ، وانظر شرح الكافية لابن مالك : ٢ / ٥٧١ ، شرح ابن الناظم : ٢١٦ ، شرح اللمحة لابن هشام : ٢ / ٨٢ ، شرح الهواري : (٦٥ / أ). وفي الهمع (٢ / ٢٥١) : «وزاد ابن هشام اللخمي : أنبأ وعرف وأشعر وأدرى».
وانظر المطالع السعيدة : ٢٥٦.
(٣) انظر شرح الكتاب للسيرافي (الجزء الثاني / رسالة دكتوراه) : ١ / ٢١٥ ، شرح المكودي : ١ / ١٢٢ ، شرح الكافية لابن مالك : ٢ / ٥٧١ ، التسهيل : ٧٤ ، شرح اللمحة لابن هشام : ٢ / ٨٢ ، شرح الهواري (٥٦ / أ). وفي المطالع السعيدة (٢٥٥ ـ ٢٥٦) : وزاد القرافي : أخبر وخبر ـ بالتشديد وزاد الكوفيون وتبعهم المتأخرون «حدث». وفي الهمع : وزاد الكوفيون «حدث» وتبعهم المتأخرون كالزمخشري وابن مالك ، وزاد الفراء «خبر وأخبر». وزاد الحريري في شرح الملحة «علم» بالتضعيف. وزاد الجرجاني : «استعطى». وحكى ابن مالك في التسهيل أنّ بعضهم زاد «أرى» الحلمية ، كقوله تعالى : (إِذْ يُرِيكَهُمُ اللهُ فِي مَنامِكَ قَلِيلاً وَلَوْ أَراكَهُمْ كَثِيراً). وزاد بعضهم : «أكسى». وزاد الأخفش : «أظن» نحو «أظننت زيدا عمرا فاضلا» و «أحسب وأخال وأزعم وأوجد» ومستنده القياس.
انظر الهمع : ٢ / ٢٥٢ ، شرح الكافية لابن مالك : ٢ / ٥٧٣ ، شرح الأشموني : ٢ / ٤٢ ، شرح ابن الناظم : ٢١٦ ، التصريح على التوضيح : ١ / ٢٦٤ ـ ٢٦٥ ، شرح المرادي : ١ / ٣٩٨ ، شرح ملحة الإعراب للحريري : ١١٩ ، شرح الفريد : ٣٠٧ ، التسهيل : ٧٤ ، شرح ابن يعيش : ٧ / ٦٥ ، شرح الرضي : ٢ / ٢٧٤ ـ ٢٧٥.
٨٩ ـ من الكامل ، من قصيدة للنابغة الذبياني في ديوانه (٣٤) يهجو بها زرعة بن عمرو بن خويلد ، وبعده :
فحلفت يا زرع بن عمرو أنّني |
|
ممّا يشقّ على العدوّ ضراري |
ويروى : «أوابد الأشعار» بدل «غرائب الأشعار» ، والأوابد : جمع آبدة ، وهي الكلمة الوحشية