والحذف مع فصل بإلّا فضّلا |
|
كما زكا إلّا فتاة ابن العلا |
والحذف قد يأتي بلا فصل ومع |
|
ضمير ذي المجاز في شعر وقع |
هذا هو القسم الثّاني : الجائز ، وهو ما إذا فصل بين الفعل والفاعل الحقيقيّ التأنيث ، والفاصل إمّا أن يكون غير «إلّا» ، أو («إلّا») (١).
فإن كان الفاصل غير «إلّا» ، فقد أشار إليه بقوله :
«وقد يبيح الفصل ترك التّاء».
يعني : أنّه إذا فصل بين الفعل والفاعل الحقيقيّ التأنيث بغير «إلّا» جاز (٢) في الفعل وجهان : إثبات التّاء ، وتركها.
وفهم من قوله : «وقد يبيح» أنّ حذفها قليل بالنّسبة إلى إثباتها.
ثم مثّل ذلك بقوله : «أتى القاضي بنت الواقف» ، ففصل بين الفعل والفاعل ، وهما : «أتى» (و) (٣) «بنت الواقف» بالمفعول ، وهو «القاضي».
وإن كان الفاصل «إلّا» ، فقد أشار إليه بقوله :
والحذف مع فصل بإلّا فضّلا
يعني : أنّ حذف «التّاء» من الفعل مع وجود (٤) الفصل (٥) بـ «إلّا» بينه وبين الفاعل فضّل ، ثمّ مثّل ذلك بقوله :
كما زكا إلّا فتاة ابن العلا
وهذا أحسن من قولك : «ما زكت إلّا فتاة» ، وإنّما كان حذفها أحسن ، لأنّ الفعل في التّقدير مسند إلى / مذكّر ، لأنّ التّقدير : ما زكا أحد إلّا فتاة ابن العلا.
وقوله : «والحذف قد يأتي بلا فصل» ، أشار بذلك إلى ما حكاه سيبويه عن بعض العرب : «قال فلانة» (٦) ، وظاهره أنّه ينقاس على قلّة ، وليس كذلك بل هو شاذّ يقتصر فيه على السّماع (٧).
__________________
(١) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر شرح المكودي : ١ / ١٢٦.
(٢) في الأصل : جازة. انظر شرح المكودي : ١ / ١٢٦.
(٣) ما بين القوسين ساقط من الأصل.
(٤) في الأصل : مع وجود. مكرر.
(٥) في الأصل : الفاصل.
(٦) قال سيبويه في الكتاب (١ / ٢٣٥) : «وقال بعض العرب : قال فلانة». انتهى. وذكر ابن مالك : أنّه لغة لبعضهم. انظر شرح الكافية لابن مالك : ٢ / ٥٩٦ ، وانظر التصريح على التوضيح : ١ / ٢٧٩ ، الهمع : ٦ / ٦٥ ، شرح المرادي : ٢ / ١١ ، شرح الأشموني : ٢ / ٥٣ ، شرح الرضي : ٢ / ١٦٩ ، شرح ابن عقيل : ١ / ١٦٤.
(٧) انظر التصريح على التوضيح : ١ / ٢٧٩ ، أوضح المسالك : ٨٣ ، شرح المرادي : ٢ / ١١ ، شرح