وأجاز البصريّون (١) ، والكسائيّ ، والفرّاء ، وابن الأنباريّ : تقديمه مع «إلّا» على الفاعل (٢) ، كقول (٣) مجنون بني عامر :
(٤) ـ تزوّدت من ليلى بتكليم ساعة |
|
فما زاد إلّا ضعف ما بي كلامها |
فقدّم (٥) المفعول المحصور بـ «إلّا» ، وهو «ضعف» على الفاعل ، وهو «كلامها».
وقوله : «وقد يسبق إن قصد ظهر» أشار بذلك إلى نحو قوله :
(٦) ـ فلم يدر إلّا الله ما هيّجت لنا |
|
عشيّة إنآء (٧) الدّيار وشامها |
__________________
(١) في الأصل : البصريين. انظر التصريح : ١ / ٢٨٢.
(٢) ونقل ابن مالك أنّه يجب تأخير المفعول المحصور بـ «إلّا» خلافا للكسائي فإنّه أجاز تقديمه فاعلا كان أو مفعولا ، ووافقه ابن الأنباري على جواز تقديم المفعول بخلاف الفاعل.
انظر التصريح على التوضيح : ١ / ٢٨٢ ، شرح الكافية لابن مالك : ٢ / ٥٩٠ ـ ٥٩١ ، شرح الأشموني : ٢ / ٥٨ ، الهمع : ٢ / ٢٦٠ ـ ٢٦١ ، شرح المرادي : ٢ / ١٨ ـ ١٩ ، شرح ابن عقيل : ١ / ١٦٦ ، شرح ابن الناظم : ٢٢٨ ، البهجة المرضية : ٦٨.
(٣) في الأصل : كقوله.
(٩٦) ـ من الطويل ، لمجنون بني عامر في ديوانه (٢٥٠) منفردا ، ونحوه في ديوان ذي الرمة (٧١٥ ـ المكتب الإسلامي) من قصيدة له ، وهو :
تداويت من ميّ بتكليمة لها |
|
فما زاد إلا ضعف ما بي كلامها |
والشاهد في قوله : «إلا ضعف ما بي كلامها» حيث احتج به البصريون والكسائي والفراء وابن الأنباري على جواز تقديم المفعول المحصور بـ «إلا» على فاعله.
انظر التصريح على التوضيح : ١ / ٢٨٢ ، الشواهد الكبرى : ٢ / ٤٨١ ، المطالع السعيدة : ٢٥٩ ، شرح الكافية لابن مالك : ٢ / ٥٩١ ، الهمع (رقم) : ٦٣٣ ، ٩٠٢ ، الدرر اللوامع : ١ / ١٤٣ ، ١٩٥ ، شرح الأشموني : ٢ / ٥٧ ، شرح ابن عقيل : ١ / ١٦٦ ، شواهد العدوي : ١٠٧ ، شرح ابن الناظم : ٢٢٨ ، البهجة المرضية : ٦٨ ، شواهد الجرجاوي : ١٠٧ ، أوضح المسالك : ٨٥ ، الجامع الصغير : ١٣٢ ، فتح رب البرية : ٢ / ٦٨.
(٤) في الأصل : تقدم. انظر التصريح : ١ / ٢٨٢.
(٩٧) ـ من الطويل لذي الرمة (غيلان بن عقبة) ، من قصيدة له في ديوانه (٧١٤ ـ المكتب الإسلامي) ، وقبله (وهو أول القصيدة) :
مررنا على دار لميّة مرّة |
|
وجاراتها قد كاد يعفو مقامها |
ويروى : «أهلة» بدل «عشية». هيجت : أثارت. لنا : بمعنى فينا. إنآء : ـ بكسر الهمزة وسكون النون وفتح الهمزة الممدودة ـ : كالإبعاد وزنا ومعنى ، وهو مضاف إلى «الديار» على حذف مضاف ، أي : أهل الديار ، أو هو مجاز مرسل من إطلاق المحل على الحال.
الوشام : جمع وشم ، من وشم اليد وشما : إذا غرزها بإبرة ، ثم ذر عليها النؤر ، وهو النيلج.
والشاهد فيه واضح كما ذكره المؤلف.