الباب السادس عشر
النائب عن الفاعل
ثمّ قال رحمه الله تعالى :
النّائب عن الفاعل
ينوب مفعول به عن فاعل |
|
فيما له كنيل خير نائل |
قال أبو حيّان : لم أر مثل هذه التّرجمة لغير ابن مالك ، والمعروف : باب المفعول الذي لم يسمّ (١) فاعله (٢).
يعني : قد يحذف الفاعل للجهل به ، كـ «سرق المتاع» ، أو لغرض لفظيّ ، كإصلاح السّجع ، نحو «من طابت سريرته حمدت سيرته» (٣) ، أو معنويّ ، كأن لا يتعلّق بذكره (٤) غرض ، نحو (فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ) [البقرة : ١٩٦] ، ثمّ ينوب عنه المفعول فيما له ، أي : فيما استقرّ له من الأحكام ، كوجوب الرّفع ، والتّأخير ،
__________________
(١) في الأصل : يسمى. انظر التصريح : ١ / ٢٨٦.
(٢) انظر التصريح على التوضيح : ١ / ٢٨٦ ، إرشاد الطالب النبيل : (١٥٨ / بـ ـ ٥٩ / أ) ، الكواكب الدرية للأهدل : ٧٢ ، شرح الألفية لابن باديس : (١٦١ / أ). وفي شرح لمحة أبي حيان لابن هشام (١ / ٣٠٩ ـ ٣١٠) : «والأولى أن يقال : «النائب عن الفاعل» كما ذكرنا ، وأما قول المصنف وغيره «المفعول الذي لم يسمّ فاعله» ، ففيه خدوش ، لأن المفعول إنما يتبادر الذهن منه عند الإطلاق إلى المفعول به ، والمرفوع في هذا الباب لا يختص به ، ولأنه يصدق على المنصوب في نحو «أعطي زيد درهما» ، أنه مفعول لم يسمّ فاعله ، وعلى نحو «يتيما» في قوله تعالى : (أَوْ إِطْعامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ يَتِيماً) وكل ذلك بمعزل عما نحن فيه». انتهى.
وانظر مغني اللبيب : ٨٧١ ، موصل الطلاب للشيخ خالد : ١٣٠ ، ١٣١ ، حاشية الخضري : ١ / ١٦٧ ، حاشية الصبان : ٢ / ٦١ ، إرشاد الطالب النبيل : (١٥٩ / أ) ، البهجة المرضية.
(٣) فإنّه لو قيل «حمد الناس سيرته» اختلت السجعة وطالت. قاله ابن هشام في شرح القطر وشرح اللمحة وغيرهما. انظر شرح القطر : ٢٦١ ، شرح اللمحة : ١ / ٣١١ ، التصريح على التوضيح : ١ / ٢٨٦ ، وانظر المطالع السعيدة : ٢٦١ ، الهمع : ٢ / ٢٦٣ ، إرشاد الطالب النبيل : (١٥٩ / أ).
(٤) في الأصل : بذكر. انظر التصريح : ١ / ٢٨٦.