الأوّل : من الصّفة الشّبيهة (١) بالمتصرّف ، وهو قوله : «مسرعا ذا راحل» ، فـ «ذا» مبتدأ ، و «راحل» خبره ، و «مسرعا» حال من الضّمير المستتر في «راحل» ، وهو العائد على المبتدأ ، والعامل (٢) في الحال «راحل» ، وهو صفة أشبهت المتصرّف / لأنّه اسم فاعل.
والآخر : من الفعل ، وهو قوله : «مخلصا زيد دعا» ، فـ «زيد» مبتدأ ، و «دعا» فعل ماض متصرّف ، وفيه ضمير يعود على «زيد» ، و «مخلصا» حال من ذلك الضّمير ، والعامل في الحال «دعا» ، وهو فعل متصرّف.
وفهم منه : أنّه إذا كان العامل فعلا غير متصرّف أو صفة غير شبيهة (٣) بالمتصرّف ـ لم يجز التّقديم ، فلا يجوز في نحو «ما أحسن هندا (٤) متجرّدة» أن تقول : «متجرّدة ما أحسن هندا» ، ولا «ما متجرّدة أحسن هندا» (٥) ، وكذلك لا يجوز في نحو «هند أجمل من زيد متجرّدة» : «هند متجرّدة أجمل من زيد».
وفهم من المثالين أنّ لكلّ واحد منهما صورتين :
إحداهما : ما ذكر ، وهو أن يكون الحال متقدّما على ما أسند إليه العامل.
والأخرى : أن يكون الحال متقدّما على العامل فقط.
فمثالهما في المثال (٦) الأوّل : «ذا مسرعا راحل» ، وفي المثال الثّاني : «زيد مخلصا دعا».
وإنّما قصد الصّورتين الأوليين (٧) للتّنبيه على جواز تقديمه على (ما) (٨) أسند إليه العامل ، فيكون جواز تقديمه على العامل فقط أحرى.
ثمّ قال رحمهالله تعالى / :
وعامل ضمّن معنى الفعل لا |
|
حروفه مؤخّرا لن يعملا |
هذا هو القسم الثّالث من العامل ، وهو ما إذا ضمّن معنى الفعل لا حروفه لا يتقدّم عليه الحال لضعفه ، ثمّ مثّل ذلك بثلاث كلمات.
__________________
(١) في الأصل : المشبهة. انظر شرح المكودي : ١ / ١٧١.
(٢) في الأصل : الواو ساقط. انظر شرح المكودي : ١ / ١٧١.
(٣) في الأصل : مشبهة. انظر شرح المكودي : ١ / ١٧١.
(٤) في الأصل : هند. انظر شرح المكودي : ١ / ١٧١.
(٥) في الأصل : هند. انظر شرح المكودي : ١ / ١٧١.
(٦) في الأصل : المثالين. انظر شرح المكودي : ١ / ١٧١.
(٧) في الأصل : الأولتين. انظر شرح المكودي : ١ / ١٧١.
(٨) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر شرح المكودي : ١ / ١٧١.