فقال رحمهالله تعالى :
كتلك ليت وكأنّ وندر |
|
نحو سعيد مستقرا في هجر |
ف «تلك» اسم إشارة ، وفيها معنى الفعل ، وهو «أشير» ، وليس فيها حروف الفعل الّذي يفهم منه.
و «ليت» حرف تمنّ ، وفيها معنى الفعل ، وهو «أتمنّى».
و «كأنّ» حرف تشبيه ، وفيها معنى الفعل ، وهو «أشبّه».
وفهم من دخول الكاف على «تلك» أنّ ذلك مطّرد في أسماء الإشارة كلّها.
فمثال اسم الإشارة : «تلك هند منطلقة ، وذلك عمرو ضاحكا» ، ومثال التّمنّي : «ليت عمرا مقيما عندنا» ، ومثال التّشبيه : «كأنّك البدر طالعا».
فالعامل في الأوّل : «تلك» لتضمّنها معنى «أشير» ، وفي الثّاني : «ليت» لتضمّنها معنى «أتمنّى» ، وفي الثّالث : «كأنّ» لتضمّنها معنى «أشبّه».
وفهم أيضا من «الكاف» أنّ ذلك غير محصور فيما ذكر.
وممّا ضمّن معنى الفعل دون حروفه : التّرجّي ، وحرف / التّنبيه ، و «أمّا» (١) في الشّرط ، والاستفهام المقصود به التّعظيم (٢).
وقوله :
... وندر |
|
نحو سعيد مستقرا في هجر |
هذا أيضا من العوامل التّي تضمّنت معنى الفعل دون حروفه ، وهو الظّرف وحرف الجرّ مسبقين باسم ما الحال له ، كما في نحو «زيد عندك قاعدا» و «سعيد في هجر مستقرّا».
__________________
(١) في الأصل : ما. انظر شرح المكودي : ١ / ١٧١.
(٢) نحو :
يا جارتا ما أنت جاره
وأجاز الفارسي فيه الحال والتمييز. قال المرادي : «ونص المصنف على أن جميع هذه تعمل في الحال خلافا للسهيلي في اسم الإشارة ، وله ولابن أبي العافية في حرف التنبيه ، ولبعضهم في «كان» ، ووفاقا للزمخشري وابن عصفور في «ليت ، ولعل». وصحح بعضهم أن «ليت» و «لعل» وباقي الحروف لا تعمل إلا «كان» وكاف التشبيه». انتهى.
انظر شرح المرادي : ٢ / ١٥٤ ـ ١٥٥ ، ارتشاف الضرب : ٢ / ٣٥١ ـ ٣٥٢ ، الهمع : ٤ / ٣٦ ، شرح الكافية لابن مالك : ٢ / ٧٥٢ ، التصريح على التوضيح : ١ / ٣٨٢.