ثمّ قال رحمهالله / تعالى :
وجملة الحال سوى ما قدما |
|
بواو أو بمضمر أو بهما |
يعني : أنّ الجملة الواقعة حالا إذا كانت سوى ما تقدّم يجوز أن تأتي فيها بالواو (١) وحدها ، نحو «جاء زيد والشّمس طالعة» ، أو بالمضمر دون الواو (٢) ، نحو «جاء زيد يده على رأسه» (أو بالمضمر والواو معا ، نحو «جاء زيد ويده على رأسه) (٣).
إلّا أنّ قوله : «سوى ما قدّما» شامل للجملة الاسميّة ، مثبتة ومنفيّة ، والفعليّة المصدّرة بالماضي (مثبتة ومنفيّة) (٤) كذلك ، والجملة الفعليّة (٥) المبدوءة بالمضارع المنفيّ ، وليس على إطلاقه ، بل فيه تفصيل مذكور في المطوّلات (٦).
__________________
(١) في الأصل : بها الواو. انظر شرح المكودي : ١ / ١٧٥.
(٢) في الأصل : واو. انظر شرح المكودي : ١ / ١٧٥.
(٣) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر شرح المكودي : ١ / ١٧٥.
(٤) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر شرح المكودي : ١ / ١٧٥.
(٥) في الأصل : الفعلة. انظر شرح المكودي : ١ / ١٧٥.
(٦) فإن كانت الجملة الفعلية مصدرة بمضارع منفي ، فالنافي إما «لا» أو «لم» ، فإن كان «لا» فالأكثر مجيئها بالضمير ، وترك الواو ، كما في قوله تعالى : (وَما لَنا لا نُؤْمِنُ بِاللهِ ،) وقد يجئ بالواو والضمير كقول الشاعر :
أماتوا من دمي وتوعّدوني |
|
وكنت لا ينهنهنى الوعيد |
وإن كان النافي «لم» أكثر أفراد الضمير ، نحو قوله تعالى : (فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ ،) والاستغناء عنه بالواو ، نحو قوله تعالى : (وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْواجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَداءُ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ ،) والجمع بينهما ، نحو قول الشاعر :
سقط النّصيف ولم ترد إسقاطه |
|
فتناولته واتّقتنا باليد |
وإن كانت مصدرة بفعل ماض : فإن كان بعد «إلا» أو قبل «أو» لزم الضمير ، وترك الواو ، كقوله تعالى : (ما يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ) ، وإن لم يكن بعد «إلا» ولا قبل «أو» فالأكثر اقترانه في الإثبات بالواو و «قد» مع الضمير ودونه ، فالأول نحو قوله تعالى : (أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلامَ اللهِ) ، والثّاني كقولك : «جاء زيد وقد طلعت الشمس» ، ويقل تجريده من الواو و «قد» كما في قوله تعالى : (أَوْ جاؤُكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ) ، قالوا : وأقل منه تجريده من «قد» وحدها ، كقوله تعالى : (الَّذِينَ قالُوا لِإِخْوانِهِمْ وَقَعَدُوا) ، وأقل من تجريده من «قد» تجريده من الواو وحدها ، كقول الشاعر :
وقفت بريع الدّار قد غير البلى |
|
معارفها والسّاريات الهواطل |
وإن كانت الجملة اسمية فإن لم تكن مؤكدة فالأكثر مجيئها بالواو مع الضمير ودونه ، فالأول كقوله تعالى : (فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْداداً وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ،) والثاني كقوله : (كَما أَخْرَجَكَ