والعذر له في إطلاقه : أنّ أكثر (هذه) (١) الأقسام يجوز فيه الأوجه الثّلاثة فاعتمد في ذلك على الأكثر.
ثمّ قال رحمهالله تعالى :
والحال قد يحذف ما فيها عمل |
|
وبعض ما يحذف ذكره حظل |
العامل في الحال قد يحذف ، وحذفه على نوعين : جائز وواجب ، وإلى النّوعين أشار هنا.
فيحذف جوازا إذا دلّ عليه دليل لفظيّ أو حاليّ ، فاللّفظيّ : كما إذا تقدّم ذكره ، كقولك : «راكبا» لمن قال لك : «كيف جئت» والحالىّ : كقولك للقادم من سفر الحجّ : «مبرورا مأجورا» أي : قدمت ، ولك في هذين ونحوهما أن تذكر العامل ، فتقول : «جئت راكبا» ، و «قدمت مبرورا».
ويحذف وجوبا إذا ضرب مثلا ، كقول العرب : «حظيّين بنات صلفين كنّات» (٢) ، فـ «حظيّين ، وصلفين» / حالان ، والعامل فيهما : عرفتهم ، و «الحظيّين» اسم فاعل من «حظي» المشتقّ من «الحظوة» (٣) ، و «صلفين» من «الصّلف» ، وهو عدم الحظوة ، يقال : صلفت المرأة صلفا ، إذا لم تحظ عند زوجها (٤) ، و «البنات» جمع «بنت» ، و «الكنّات» جمع «كنّة» وهي زوجه الابن (٥) ، و «بنات» و «كنات» منصوبان (٦) على التّمييز (٧).
__________________
رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكارِهُونَ ،) وقد يستغنى بالضمير عن الواو كقوله تعالى : (وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ.) وإن كانت الجملة الاسمية مؤكدة لزم الضمير وترك الواو ، نحو «هو الحق لا شبهة فيه» ، وكقوله تعالى : (ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ.)
انظر شرح ابن الناظم : ٣٣٨ ـ ٣٤٤ ، التصريح على التوضيح : ١ / ٣٩٠ ـ ٣٩٢ ، شرح المرادي : ٢ / ١٦٨ ـ ١٧١ ، شرح الأشموني : ٢ / ١٨٩ ، ١٩١ ، شرح ابن عقيل : ١ / ٢٢١.
(١) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر شرح المكودي : ١ / ١٧٥.
(٢) هذا مثل يضرب للرجل عند الحاجة يطلبها ، يصيب بعضها ويعسر عليه بعض.
انظر مجمع الأمثال : ١ / ٣٧٢ ، فرائد اللآل : ١ / ١٧٣ ، همع الهوامع : ٤ / ٦٠ ، اللسان : ٢ / ٩٢١ (حظا) ، الدرة المضية للأنباسي (رسالة ماجستير) : ١٦٠ ، شرح المكودي : ١ / ١٧٦ ، ارتشاف الضرب : ٢ / ٣٦٠.
(٣) والحظوة : المكانة والمنزلة للرجل من ذي سلطان ونحوه.
انظر اللسان : ٢ / ٩٢٠ (حظا) ، شرح المكودي : ١ / ١٧٦ ، مجمع الأمثال : ١ / ٣٧٢.
(٤) انظر اللسان : ٤ / ٢٤٨٣ (صلف) ، شرح المكودي : ١ / ١٧٦ ، مجمع الأمثال : ١ / ٣٧٢.
(٥) وزوجة الأخ أيضا. انظر اللسان : ٥ / ٣٩٤٣ (كنن) ، شرح المكودي : ١ / ١٧٦ ، مجمع الأمثال : ١ / ٣٧٢.
(٦) في الأصل : منصوبات. انظر شرح المكودي : ١ / ١٧٦.
(٧) انظر شرح المكودي : ١ / ١٧٦ ، فرائد اللآل : ١ / ١٧٣ ، مجمع الأمثال : ١ / ٣٧٢.