الباب السادس والعشرون
التمييز
ثمّ قال رحمهالله تعالى :
التّمييز (١)
اسم بمعنى من مبين نكره |
|
ينصب تمييزا بما قد فسّره |
يقال في الاصطلاح : تمييز ومميّز ، وتفسير ومفسّر (٢).
وقوله : «اسم» جنس ، و «بمعنى من» يشمل التّمييز واسم «لا» ، والمفعول الثّاني من نحو «استغفرت الله ذنبا» ، والمشبّه به ، نحو «الحسن الوجه».
و «مبين» مخرج لما سوى التّمييز ، إلّا المشبّه بالمفعول به.
و «نكره» مخرج للمشبّه بالمفعول به (٣).
__________________
(١) التمييز في الأصل مصدر «ميز» إذا خلّص شيئا من شيء ، وفرق بين متشابهين ، وقولهم في الاسم المميز : تمييز ـ مجاز ، من إطلاق المصدر على اسم الفاعل كالطلع والنجم ، بمعنى : الطالع والناجم. واصطلاحا ـ كما في التعريفات ـ ما يرفع الإبهام المستقر عن ذات مذكورة نحو «منوان سمنا» ، أو مقدرة نحو «لله دره فارسا» ، فإن «فارسا» تمييز عن الضمير في «دره» ، وهو لا يرجع إلى سابق معين. وقال ابن الناظم : هو كل اسم نكرة مضمن معنى «من» لبيان ما قبله من إبهام في اسم مجمل الحقيقة ، أو إجمال في نسبة العامل إلى فاعله أو مفعوله.
انظر التعريفات : ٦٦ ، التصريح على التوضيح : ١ / ٣٩٣ ، شرح ابن الناظم : ٣٤٦ ، الهمع : ٤ / ٦٢ ، شرح الرضي : ١ / ٢١٥ ، شرح ابن عصفور : ٢ / ٢٨١ ، الفوائد الضيائية : ١ / ٣٩٨ ، تاج علوم الأدب : ٢ / ٧٣٩ ، حاشية الخضري : ١ / ٢٢١ ، معجم المصطلحات النحوية : ٢١٥ ، معجم مصطلحات النحو : ٢٧٥ ، معجم النحو : ١١٢.
(٢) وتبيين ومبين أيضا. انظر شرح الأشموني : ٢ / ١٩٤ ، شرح ابن عقيل : ١ / ٢٢٢ ، الهمع : ٤ / ٦٢ ، شرح المكودي : ١ / ١٧٦ ، ارتشاف الضرب : ٢ / ٣٧٧.
(٣) نحو «زيد حسن وجهه» بالنصب على التشبيه بالمفعول به ، وذهب الكوفيون وابن الطراوة إلى جواز تعريف التمييز متمسكين بقول رشيد اليشكري :