وحكم التّمييز النّصب ، وهو المنبّه عليه بقوله : «ينصب».
وفهم من قوله : «بما قد فسّره» أنّ النّاصب له ما قبله من الاسم المجمل الحقيقة أو الجملة المجملة النّسبة.
أمّا الاسم المجمل فلا إشكال في أنّه هو النّاصب له ، وهو متّفق عليه (١).
وأمّا الجملة ففيها خلاف :
فقيل : النّاصب له الفعل ، نحو «طاب زيد نفسا» ، أو ما أشبهه (٢) ، نحو «زيد طيّب نفسا» (٣).
وقيل : النّاصب له الجملة ، وهو اختيار ابن عصفور (٤).
ولا ينبغي أن يحمل / كلام النّاظم على ظاهره ، فإنّه قد نصّ بعد : أنّ العامل في هذا النّوع الفعل ، أو ما أشبهه (٥).
__________________
رأيتك لما أن عرفت وجوهنا |
|
صددت وطبت النفس يا قيس عن عمرو |
وهو محمول على زيادة «أل» عند البصريين ، كما زيدت في قوله :
باعد أم العمرو عن أسيرها
انظر التصريح على التوضيح : ١ / ٣٩٤ ، شرح المرادي : ٢ / ١٧٥.
(١) واختلف في صحة إعماله مع أنه جامد : فقيل : شبهه باسم الفاعل ، لأنه طالب له في المعنى كـ «عشرين درهما» فإنه شبيه بـ «ضاربين زيدا» ، و «رطل زيتا» فإنه شبيه بـ «ضارب عمرا» في الاسمية ، والطلب المعنوي هو وجود ما به التمام وهو التنوين والنون. وقيل : شبهه بـ «أفعل من» في طلبه اسما بعده على طريق التبيين ملتزما فيه التنكير. قال أبو حيان : وهو أقوى ، لأن اسم الفاعل لا يعمل إلا معتمدا ويعمل في النكرة وغيرها.
انظر التصريح على التوضيح : ١ / ٣٩٥ ، شرح المكودي : ١ / ١٧٧ ، شرح المرادي : ٢ / ١٧٥ ، الهمع : ٤ / ٦٤ ، الأشموني مع الصبان : ٢ / ١٩٦ ، شرح ابن يعيش : ٢ / ٧٢ ، حاشية الخضري : ١ / ٢٢٣.
(٢) في الأصل : شبهه. انظر شرح المكودي : ١ / ١٧٧.
(٣) وهو مذهب سيبويه والمازني والمبرد والزجاج والفارسي.
انظر التصريح على التوضيح : ١ / ٣٩٥ ، شرح المرادي : ٢ / ١٧٥ ، الهمع : ٤ / ٦٩ ، شرح الأشموني : ٢ / ١٩٥ ، ارتشاف الضرب : ٢ / ٣٧٧.
(٤) لا الفعل ولا الاسم الذي جرى مجراه ، كما أن تمييز المفرد ناصبه نفس الاسم الذي انتصب عن تمامه ، ونسبه إلى المحققين.
انظر ارتشاف الضرب : ٢ / ٣٧٧ ، شرح المكودي : ١ / ١٧٧ ، شرح المرادي : ٢ / ١٧٦ ، الهمع : ٤ / ٦٩ ، شرح الأشموني : ٢ / ١٩٥ ، التصريح على التوضيح : ١ / ٣٩٥ ، حاشية الخضري : ١ / ٢٢٣.
(٥) وذلك في قوله في آخر الباب :