الإشارة بـ «ذي» إلى ما دلّ على مساحة ، أو كيل ، أو وزن ، ففهم من ذلك أنّ التّمييز بعد العدد لا يجيء بالوجهين.
وقوله : «إذا أضفتها» أي : إذا أضفتها إلى التّمييز المنصوب ، فتقول : «شبر أرض ، وقفيز برّ ، ومنوا (١) عسل».
ثمّ قال رحمهالله تعالى :
والنّصب بعد ما أضيف وجبا |
|
إن كان مثل ملء الأرض ذهبا |
يعني : أنّ المميّز إذا أضيف وجب نصب التّمييز.
وفهم من / قوله :
إن كان مثل ملء الأرض ذهبا
أنّه لا يجب نصبه إلّا إذا كان كالمثال المذكور في كونه لا يصحّ إغناؤه عن المضاف إليه ، إذ لا يجوز «ملء ذهب» ، فلو صحّ إغناؤه عنه ـ لم يكن النّصب واجبا ، نحو «هو أحسن النّاس رجلا» ، إذ يجوز (٢) أن تقول : «هو أحسن رجل» على أنّ هذا المثال الثّاني ينتصب فيه التّمييز ما دام المميّز مضافا ، لكنّه صلح للجرّ بالإضافة عند حذف المضاف إليه ، بخلاف الأوّل.
ثمّ قال رحمهالله تعالى :
والفاعل المعنى انصبن بأفعلا |
|
مفضّلا كأنت أعلى منزلا |
يعني : أنّ الاسم النّكرة إذا وقع بعد أفعل التّفضيل ، وكان فاعلا في المعنى ، وجب نصبه على التّمييز ، وعلامة كونه فاعلا في المعنى أنّك إذا صغت من أفعل التّفضيل فعلا ـ جعلت ذلك التّمييز فاعلا به ، نحو «أنت أعلى منزلا» أي : علا (٣) منزلك.
وفهم منه : أنّ الواقع بعد أفعل التّفضيل ، إذا لم يكن فاعلا في المعنى ، لم ينتصب على التّمييز ، نحو «أنت أفضل رجل» ، بل يجب جرّه بالإضافة إلّا إذا أضيف أفعل إلى غيره ، فإنّه ينتصب حينئذ ، نحو «أنت أفضل النّاس رجلا».
__________________
(١) في الأصل : منواي. انظر شرح المكودي : ١ / ١٧٧.
(٢) في الأصل : لا يجوز. انظر شرح المكودي : ١ / ١٧٧.
(٣) في الأصل : أعلى. انظر شرح المكودي : ١ / ١٧٧.