والثّاني : أن يكون المراد : ونحو ذلك أتى ، من دخول الأحرف المختصّة بالظّاهر على الضّمير ، كقوله :
١١٤ ـ فلا والله لا يلقى أناس |
|
فتى حتّاك يا بن أبي زياد |
فأدخل «حتّى» على الضّمير ، وهي من الأحرف المختصّة بالظّاهر.
ثمّ قال رحمهالله تعالى :
بعّض وبيّن وابتدئ في الأمكنه |
|
بمن وقد تأتي لبدء الأزمنه |
وزيد في نفي وشبهه فجر |
|
نكرة كما لباغ من مفر |
شرع في معاني حروف الجرّ ، وبدأ بـ «من» ، فذكر لها خمسة معان :
الأوّل : التّبعيض (٢) ، كقوله تعالى : (فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ ، وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ) [البقرة : ٢٥٣].
الثّاني : التّبيين (٣) ، كقوله تعالى : (فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثانِ) [الحج :
__________________
١١٤ ـ من الوافر ، ولم أعثر على قائله. ويروى : «لا يلقاه ناس» بدل «لا يلقى أناس» ، ويروى : «لا يلفى» بدل «لا يلقى». ويروى : «أبي يزيد» بدل «أبي زياد». والشاهد في قوله : «حتاك» حيث جر «حتى» الضمير شذوذا لأن «حتى» من الأحرف المختصة بالظاهر.
انظر المكودي مع ابن حمدون : ١ / ١٨٢ ، الشواهد الكبرى : ٣ / ٢٦٥ ، الهمع (رقم) : ١٠٦٠ ، الدرر اللوامع : ٢ / ١٦ ، شرح الأشموني : ٢ / ٢١٠ ، الخزانة : ٩ / ٤٧٤ ، المقرب : ١ / ١٩٤ ، شرح ابن عقيل : ١ / ٢٢٧ ، شواهد العدوي : ١٤٣ ، الضرائر : ٣٠٩ ، تاج علوم الأدب : ٢ / ٤١١ ، شواهد الجرجاوي : ١٤٣ ، شرح المرادي : ٢ / ٢٠٠ ، البهجة المرضية : ٩٥ ، شرح ابن عصفور : ١ / ٤٧٤ ، الجنى الداني : ٥٤٤ ، تذكرة النحاة : ٢٦٣ ، النكت الحسان : ١١٢.
(١) واختلف فيه ، فذهب إليه الجمهور والفارسي ، وصححه ابن عصفور ونفاه المبرد والأخفش وابن السراج والزمخشري وطائفة من الحذاق والسهيلي ، وقالوا : إنما هي لابتداء الغاية ، وإن سائر المعاني التي ذكروها راجع إلى هذا المعنى.
انظر الكتاب : ٢ / ٣٠٧ ، المقتضب : ١ / ٨٢ ، الأصول : ١ / ٤٠٩ ، شرح المرادي : ٢ / ٢٠٢ ، تاج علوم الأدب : ٢ / ٤٠٦ ، التصريح على التوضيح : ٢ / ٧ ، شرح الرضي : ٢ / ٣٢٢ ، الهمع : ٤ / ٢١٣ ، شرح ابن يعيش : ٨ / ١٢ ، التسهيل : ١٤٤ ، جواهر الأدب : ٣٣٨ ، شرح الفريد : ٢٤٢ ، مغني اللبيب : ٤٢٠ ، ارتشاف الضرب : ٢ / ٤٤٢.
(٢) قال به جماعة من المتقدمين والمتأخرين منهم النحاس وابن بابشاذ وعبد الدائم القيرواني وابن مضاء ، وأنكر ذلك أكثر المغاربة منهم ابن عصفور.
انظر ارتشاف الضرب : ٢ / ٤٤٢ ، شرح ابن عصفور : ١ / ٤٩١ ، شرح المرادي : ٢ / ٢٠٢ ،