التّأنيث من المضاف إليه ، وهو «الرّياح» ، لأنّه يجوز الاستغناء بـ «الرّياح» عن «مرّ» ، فتقول : «تسفّهت الرّياح».
فلو كان المضاف إلى المؤنّث ممّا (١) لا يصحّ الاستغناء عنه بالثّاني ـ لم يجز تأنيثه ، نحو «قام غلام هند» ، إذ لا يصحّ أن تقول (٢) : «قام هند» ، وأنت تريد : «غلام هند».
وفهم من قوله : «وربّما» أنّ ذلك قليل.
وفي ذكر هذا الشّرط إشعار بأنّه يجوز أن يكتسب المؤنّث التّذكير من المضاف إليه ، إذا صحّ الاستغناء عنه بالثّاني ، كقوله :
١٢٩ ـ رؤية الفكر ما يؤول له الأم |
|
ر معين على اجتناب التّواني (٤) |
فـ «معين» خبر عن «رؤية» ، وذكره وهو خبر (٥) عن مؤنّث ، لاكتساب المبتدأ التّذكير من المضاف إليه ، وهو «الفكر» ، ولصحّة الاستغناء بالثّاني عن الأوّل ، لأنّه يجوز أن تقول : «الفكر معين» إذ العلّة في ذلك واحدة (٦).
ثمّ قال رحمهالله تعالى :
ولا يضاف اسم لما به اتّحد |
|
معنى وأوّل موهما إذا ورد / |
يجب أن يكون المضاف مغايرا للمضاف إليه ولو بوجه ما ـ أي : بواحد ـ ، لأنّ المضاف يكتسب من المضاف إليه التّخصيص أو التّعريف ، والشّيء لا يتخصّص ولا يتعرّف بنفسه ، فإن ورد من كلام العرب ما يوهم إضافة الشّيء إلى نفسه ـ أوّل ذلك بإضافة (٧) الاسم إلى اللّقب ، نحو «سعيد كرز» ، فيؤوّل الأوّل
__________________
(١) في الأصل : ما. انظر شرح المكودي : ١ / ١٩٣.
(٢) في الأصل : يقول. انظر شرح المكودي : ١ / ١٩٣.
١٢٩ ـ من الخفيف ولم أعثر على قائله. ويروى : «اكتساب التواني» ، و «اكتساب الثواب» بدل «اجتناب التواني». ما يؤول له : ما يرجع له. التواني : التكاسل. والشاهد فيه واضح كما ذكره المؤلف.
انظر المكودي مع ابن حمدون : ١ / ١٩٢ ، الشواهد الكبرى : ٣ / ٣٦٩ ، الهمع (رقم) : ١٢٣٠ ، الدرر اللوامع : ٢ / ٦٠ ، شرح الأشموني : ٢ / ٢٤٨ ، شرح ابن الناظم : ٣٨٧ ، شرح دحلان : ١٠٠ ، المطالع السعيدة : ٤٢٥ ، البهجة المرضية : ١٠٠.
(٣) في الأصل : الثواني. انظر شرح المكودي : ١ / ١٩٣.
(٤) في الأصل : خبره. انظر شرح المكودي : ١ / ١٩٣.
(٥) في الأصل : واحد. انظر شرح المكودي : ١ / ١٩٣.
(٦) في الأصل : كإضافة. انظر شرح المكودي : ١ / ١٩٤.