كوحد لبّي ودوالي سعدي
أمّا «وحد» فقد تقدّم الكلام عليه في باب الحال (١) ، وأنّه لازم النّصب على الحال ، كقولك : «جاء زيد وحده» أي : منفردا ، وقد جاء مضافا إليه كقولهم في المدح : «نسيج وحده (٢) ، وفريد دهره» (٣) ، وفي الذّمّ في قولهم : «جحيش وحده (٤) ، وعيير (٥) وحده» (٦).
وأمّا «لبّي» فإنّه أيضا لازم للإضافة إلى الضّمير ، نحو «لبّيك» (٧) ، ومعنى «لبّيك» : إقامة على إجابتك بعد إقامة.
وأمّا «دوالي» (٨) فتضاف إلى الضّمير أيضا وجوبا ، نحو «دواليك» ، ومعناه : إدالة لك بعد إدالة.
__________________
(١) انظر ص ٤٠٥ من هذا الكتاب.
(٢) أي : لا نظير له في علم أو غيره ، وأصله في الثوب إذا كان رفيعا لا نظير له ، ولم ينسج على منواله ، وهذا مثل يقال للرجل المنفرد برأيه ولا يخطئ.
انظر الكتاب : ١ / ١٨٩ ، مجمع الأمثال : ٢ / ٣٣٦ ، المستقصى في أمثال العرب : ٢ / ٣٦٧ ، جمهرة الأمثال : ٢ / ٣٠٣ ، تذكرة النحاة : ٣٦٩ ، ٤٩٤ ، اللسان : ٦ / ٤٤٠٦ (نسج) ، ٤٧٨٠ ـ ٤٧٨١ (وحد) ، المكودي مع ابن حمدون : ١ / ١٩٥ ، تاج علوم الأدب : ٢ / ٧٣٤ ، شرح ابن يعيش : ٢ / ٦٣ ، شرح الرضي : ١ / ٢٠٣ ، المسائل المنثورة للفارسي : ٣.
(٣) في الأصل : وحده. انظر شرح المكودي : ١ / ١٩٥.
(٤) هذا مثل يقال للرجل المستبد برأيه. وجحيش : تصغير جحش.
انظر الكتاب : ١ / ١٨٩ ، مجمع الأمثال : ٢ / ٣٣٦ ، فرائد اللآل : ٢ / ١٠ ، جمهرة الأمثال : ٢ / ٣٠٤ ، زهر الأكم لليوسي : ٢ / ٦٤ ، اللسان : ١ / ٥٤٩ (جحش) ، ٦ / ٤٧٨٠ ـ ٤٧٨١ (وحد) ، المكودي مع ابن حمدون : ١ / ١٩٥ ، تذكرة النحاة : ٣٦٩ ، ٤٩٤ ، شرح ابن يعيش : ٢ / ٦٣ ، شرح الرضي : ١ / ٢٠٣ ، تاج علوم الأدب : ٢ / ٧٣٤ ، مجالس ثعلب : ٢ / ٥٥٤ ، المسائل المنثورة : ٣.
(٥) في الأصل : عنز. انظر شرح المكودي : ١ / ١٩٥.
(٦) هذا مثل يضرب لمن لا يخالط الناس ، وقال بعضهم أي : يعاير الناس والأمور ويقيسها بنفسه من غير أن يشاور. و «عيير» تصغير «عير» وهو الحمار الذكر.
انظر مجمع الأمثال : ٢ / ٣٣٦ ، فرائد اللآل : ٢ / ١٠ ، جمهرة الأمثال : ٢ / ٣٠٤ ، مجالس ثعلب : ٢ / ٥٥٤ ، اللسان : ١ / ٥٤٩ (جحش) ، ٦ / ٤٧٨٠ ـ ٤٧٨١ ، (وحد) ، ٤ / ٣١٨٥ (عير) ، المكودي مع ابن حمدون : ١ / ١٩٥ ، شرح الرضي : ١ / ٢٠٣ ، تذكرة النحاة : ٣٦٩ ، ٤٩٤ ، المسائل المنثورة : ٣.
(٧) والكاف في لبيك وأخواته اسم مضاف إليه ، وذهب الأعلم : إلى أن الكاف فيها وفي أخواتها حرف خطاب لا موضع له من الإعراب ، وحذفت النون لشبه الإضافة. انظر شرح المرادي : ٢ / ٢٦٠ ، التصريح على التوضيح : ٢ / ٣٨ ، شرح الأشموني : ٢ / ٢٥٣.
(٨) في الأصل : وإلى. انظر شرح المكودي : ١ / ١٩٥.