و «سعدي» كذلك ، تقول : «سعديك» ، ومعناه : إسعادا (لك) (١) بعد إسعاد.
وقد جاء في الشّعر إضافة «لبّي» إلى الظّاهر على وجه الشّذوذ ، وعلى ذلك نبّه بقوله :
وشذّ إيلاء يدي للبّي
أي : وشذّ إضافة «لبّي» لـ «يدي» ، وأشار بذلك إلى قول الشّاعر :
١٣٠ ـ دعوت لما نابني مسورا |
|
فلبّي فلبّي يدي مسور |
فأضاف «لبّي» إلى «يدي مسور».
ثمّ قال رحمهالله تعالى :
وألزموا إضافة إلى الجمل |
|
حيث وإذ (٣) ... |
أمّا «حيث» فهي ظرف مكان ، وأمّا «إذ» فهي ظرف للزّمان الماضي ، وكلاهما يلزم الإضافة إلى الجمل.
__________________
(١) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر شرح المكودي : ١ / ١٩٥.
١٣٠ ـ من المتقارب لأعرابي من بني أسد ، وفي الخزانة : «وهذا البيت من الأبيات الخمسين التي لا يعرف لها قائل». نابني : أصابني. قوله : «لبى» يعني : قال : لبيك. قوله : «يدي مسور» مسور : اسم رجل ، وأصله أن رجلا لزمته دية فطلب من مسور أن يعينه فيها فأجابه إلى ذلك ، وخص اليدين بالذكر لأنهما هما اللتان دفعتا له المال. وقيل : كانت عادة العرب ذلك مطلقا ، فجاء النهي عنه ، روي عن النبي صلىاللهعليهوسلم أنه قال : «إذا دعا أحدكم أخاه فقال : لبيك ، فلا يقول له : لبي يديك ، وليقل أجابك الله بما تحب». والشاهد في قوله : «فلبّي يدي» حيث جاء «لبّي» مضافا إلى الظاهر ، وهو شاذ ، لأن هذا من الأسماء التي تلزم الإضافة إلى المضمر. وقيل : إن «يدي» هنا زائدة ، وعليه فلا شاهد فيه.
انظر المكودي مع ابن حمدون : ١ / ١٩٥ ، التصريح على التوضيح : ٢ / ٣٨ ، الشواهد الكبرى : ٣ / ٣٨١ ، شرح الأشموني : ٢ / ٢٥١ ، اللسان (لبب ، لبى ، سور) ، الكتاب مع الأعلم : ١ / ١٧٦ ، المحتسب : ١ / ٧٨ ، ٢ / ٢٣ ، شرح ابن يعيش : ١ / ١١٩ ، الخزانة : ٢ / ٩٢ ، شواهد المغني : ٢ / ٩١٠ ، الهمع (رقم) : ٧٤٠ ، الدرر اللوامع : ١ / ١٦٥ ، شرح ابن عقيل : ٢ / ٨ ، أبيات المغني : ٧ / ٢٠٩ ، شرح ابن عصفور : ٢ / ٤١٤ ، شواهد الجرجاوي : ١٥٩ ، تاج علوم الأدب : ٢ / ٦٦٨ ، شواهد ابن النحاس : ١٥٣ ، شواهد ابن السيرافي : ١ / ٣٧٩ ، المغني (رقم) : ٩٨٢ ، شرح ابن الناظم : ٣٩٠ ، شرح المرادي : ٢ / ٢٦٠ ، شرح دحلان : ١٠١ ، شرح الكافية لابن مالك : ٢ / ٩٣٢ ، كاشف الخصاصة : ٧٦ ، سر الصناعة : ٢ / ٤٤٧ ، البهجة المرضية : ١٠١.
(٢) في الأصل : وإذا. انظر الألفية : ٨٨.