يعني : أنّ ما جرى من أسماء الزّمان مجرى «إذ» فأضيف إلى الجملة ـ يجوز (١) فيه حينئذ البناء (والإعراب) (٢).
وشمل قوله : «فعل بنيا» الماضي ، كقوله :
١٣١ ـ على حين ألهى النّاس جلّ أمورهم |
|
... |
والمضارع المبنيّ ، كقوله :
١٣٢ ـ ... |
|
على حين يستصبين كلّ حليم |
وإن كانت الجملة المضاف إليها مصدّرة / بالفعل المعرب ، وهو المضارع ، العاري من موانع الإعراب ، نحو قوله عزوجل : (هذا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ) [المائدة : ١١٩] ، أو بالمبتدأ ، نحو قول الشّاعر :
١٣٣ ـ ألم تعلمي يا عمرك الله أنّني |
|
كريم على حين الكرام قليل |
__________________
(١) في الأصل : فيجوز. انظر شرح المكودي : ١ / ١٩٧.
(٢) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر شرح المكودي : ١ / ١٩٧.
١٣١ ـ من الطويل للأحوص الأنصاري في ملحقات ديوان شعره (٢٨٩) ، وقيل لأعشى همدان ، وقيل : لجرير ، وعجزه :
فندلا زريق المال ندل الثّعالب
وقد تقدم الكلام عليه في صفحة (٣٧١) من هذا الكتاب. والشاهد في قوله : «على حين ألهى» حيث روي بكسر نون «حين» على الإعراب الذي هو الأصل ، وبفتح النون على البناء وهو المختار ، لكونه مضافا إلى مبني أصالة ، وهو قوله : «ألهى».
١٣٢ ـ من الطويل ، ولم أعثر على قائله ، وصدره :
لأجتذبنّ منهنّ قلبي تحلّما
ويروى : «حكيم» بدل «حليم». تحلم : تكلف الحلم وهو الأناة. يستصبين : مضارع استصبيت فلانا إذا عددته صبيا. والشاهد في قوله : «على حين يستصبين» حيث روى «حين» بكسر النون ، على الإعراب الذي هو الأصل ، وروي بفتح النون على البناء ، وهو المختار ، لكونه متبوعا بفعل مبني عرضا ، وهو «يستصبين» الذي هو فعل مضارع متصل بنون الإناث ، التي هي الفاعل.
انظر المكودي مع ابن حمدون : ١ / ١٩٧ ، التصريح على التوضيح : ٢ / ٤٢ ، الشواهد الكبرى : ٣ / ٤١٠ ، مغني اللبيب (رقم) : ٩١١ ، الهمع (رقم) : ٨٦٢ ، الدرر اللوامع : ١ / ١٨٧ ، شرح الأشموني : ٢ / ٢٥٦ ، شواهد المغني : ٢ / ٨٨٣ ، أبيات المغني : ٧ / ١٢٥ ، شرح المرادي : ٢ / ٢٦٧ ، أوضح المسالك : ١٤٦ ، فتح رب البرية : ٢ / ١٣١ ، الدرة المضية للأنباسي (رسالة ماجستير) : ٢٣٧ ، ارتشاف الضرب : ٢ / ٥٢٢.
١٣٣ ـ من الطويل ، لمويال بن جهم المذحجي ، وقيل : لمبشر بن الهذيل الفزاري ، وهو من قصيدة هو أولها ، وبعده :